أخر الأخبار

.

رسالة الى الرؤساء والملوك العرب





رسالة الى الرؤساء والملوك العرب





عراق العروبة
ا.د. عبد الكاظم العبودي




بسم الله الرحمن الرحيم 

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) 

صدق الله العظيم 



أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية المحترمين 

تحية عربية خالصة 

ينعقد مؤتمر قمّة دول الجامعة العربية المرتقب في عمان في شهر آذار/ مارس 2017، والأمة العربية تعيش منعطفاً تاريخياً خطراً يستوجب الوقوف الحازم، وبمسؤولية استثنائية، عند أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة العربية . 

ولا نختلف مع غيرنا في أن الصراع العربي الإسرائيلي يبقى أحد ثوابت النضال العربي، حتى استعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين، على الرغم من تقدم أخطار أخرى على مستقبل الأمة العربية ومصيرها والأمن القومي العربي كالتسلط الفارسي الإيراني، وتدخله الطائفي والعنصري في شؤون الوضع العربي، وهذا الخطر بات لا يقل خطورة وتأثيرا عن الخطر الصهيوني في الوطن العربي . 

لا شك إنكم تدركون أن هذا الخطر الفارسي الإيراني المستفحل في أكثر من قطر عربي تصاعد، وبحدة، بعد تداعيات الوضع في العراق واستغل نتائج الغزو والاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق 2003 مما أفرز حالة من الضياع والتشتت والفرقة وفقدان للأمن والاستقرار في غالبية البلدان العربية . 

ان وحدة الموقف العربي مطلوبة وخاصة في إعادة النظر بالقضية العراقية ومراجعتها بنحو شامل ومنصف وعادل، بعد سنوات الحيف الذي تعرض له شعب العراق. ومطلب شعبنا في العراق، اليوم، دعوتكم لإيجاد حل عادل ينصف حقوق شعبنا في العراق، والتي يجب ان تتقدم على غيرها من نقاط اجتماعكم الموقر، خصوصاً وأن التغيرات الدولية بدأت ملامحها تظهر وتتطلب التحرك والمراجعة وإيجاد الحلول في أهم القضايا، التي تتقدمها، بلا شك، القضية العراقية ومظلومية الشعب العراقي ومأساته الكبيرة . 

إن الإدارة الامريكية الجديدة، وقبلها دول كثيرة من العالم، شاركت في غزو العراق عادت وبدأت تراجع مواقفها الخاطئة من غزو العراق، ومنها دعوتها إلى تصحيح الأوضاع السياسية والاجتماعية في العراق من دون تردد، عبر اشراف دولي وبرعاية الامم المتحدة ،
والجامعة العربية، ولا حراجة، بعد اليوم، عند بعض دعاة التأني من تقديم مثل هذه المراجعة، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعلانه الصريح أخيراً أن أكبر خطأ وخطيئة ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية، في تاريخها، كان غزو العراق واحتلاله، بل وتركه بيد حكومات فاسدة متعاقبة أثبتت فشلها تماماً في مشروع بناء دولة والحفاظ على حقوق العراق . 

وكما شخصت الإدارة الأمريكية الجديدة أن أكبر الأخطار القائمة في المنطقة هو الامتداد والنفوذ الإيراني واتساعه وشموله التخريب والتدخل الفظ لاستقرار دول عربية عديدة وامنها، بدءاً من العراق ومروراً بسوريا ولبنان واليمن والخليج العربي، وأن الحرب على الإرهاب وداعش لا تقل أهمية وأولوية عن مواجهة المليشيات الطائفية المنفلتة برعاية الحرس الثوري الإيراني وقيادته وتدخله وبقية الأذرع الطائفية لنظام ولاية الفقيه المنتشرة في عديد الأقطار العربية مشرقاً ومغرباً، وهي التي تصر على تنفيذ سياسات الاستمرار في التدخل في شؤون بلداننا ووطننا العربي الكبير، مما يلزم مؤتمركم الموقر باتخاذ القرارات، التي تعالج هذه الأمور حرصا على الأمن القومي العربي وحماية له ولاستقلال الأقطار العربية ودرءاً للأخطار الوخيمة الناجمة عن السياسة الإيرانية والتدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العربي . 

ان شعبنا العراقي يتطلع إلى هذه القمة ويأمل الاستماع إلى مطالبه الآنية المشروعة في  :- 

أولاً: إيجاد حل شامل للقضية العراقية، بعد سقوط العملية السياسية وفشلها التام في بناء دولة في العراق، وهذا الحل ممكن من خلال طرح مشروع للتسوية السياسية والمصالحة الوطنية التاريخية طرحته جبهتنا وقوى عراقية عديدة تتطلب تنفيذ خارطة طريق للحل السياسي العادل بإشراف دولي وحضور عربي فاعل، تفتح الطريق لعودة تمثيل العراق في القمة والجامعة العربية من خلال حكومة وطنية عراقية ديمقراطية منتخبة . 

ثانياً: النظر في طرد وفد الحكومة الحالية وسحب الاعتراف العربي منها، ومنع ممثلي النظام السياسي الطائفي في بغداد من تمثيل العراق في هذه القمة والجامعة العربية، لكونها باتت احد أيادي النظام الإيراني الفارسي واذرعه في المنطقة وهي المتورطة في التدخل والتخريب والفساد في عدد من البلدان العربية . 

ثالثاً: المطلوب الاعتراف بقوى المقاومة الوطنية العراقية وفصائلها الوطنية والقومية والاسلامية ورفع الحيف عنها، ودعمها بالوسائل كلها لكي تسهم، من خلال تجنيد جماهيرها، بالنهوض بدورها الوطني المطلوب في إعادة العراق إلى محيطه العربي 
وعودته إلى صفوف أبناء أمته وجامعته العربية . 

ولا بد من عزل تلكم القوى الطائفية العميلة، التي عملت على تدمير العراق ومحاباة النظام الفارسي في ايران والتآمر المباشر على دول الجوار العربي، من خلال تغذية الإرهاب وتجنيد المليشيات وتبني المشاريع الطائفية وتغطية احتلال العراق ونقله من حالة سلطة الاحتلال الأمريكي إلى يد الاحتلال الصفوي الإيراني وسلطته، مما أدى إلى ضياع العراق مجتمعاً ودولة عربية، بما ناله من تدمير منظم ومخطط ومقصود باستهداف جميع مناحي الحياة في وجود الدولة والاقتصاد والمجتمع والثقافة، ومحاولة نزع عروبة العراق من دستوره وبما أقرته بقية التشريعات المنافية لعروبة العراق ودوره القومي المطلوب . 

إن إعادة الاعتبار إلى قضية شعبنا ودعمه ونصرته عربياً، انطلاقاً من قرار قمتكم الموقرة هي بداية الطريق لتصحيح بقية مسارات الوضع العربي والإقليمي بما يكفل استعادة كرامة أقطارنا العربية وامتنا العربية المجيدة وعزتها . 

مع فائق التقدير والاحترام  .



ا.د. عبد الكاظم العبودي 

الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق




0 التعليقات: