أخر الأخبار

.

قمة البحر الميت لن تحيي العظام




قمة البحر الميت لن تحيي العظام





عراق العروبة
إبراهيم مشهور الجازي *




لا شك في أن قمة البحر الميت لن تحييه ولن تحول مياهه لمياه عذبة، فهي ما زالت مسكونة بالتوافق وترحيل الأزمات لقمة أخرى قد لا تنعقد . 

القمة كما هي حال الأمة مرآة لواقعنا العربي البائس بتحدياته وخذلانه. ما زال باستطاعة القادة العرب لجم حصان العربة عن الهاوية وتقليل زخم الخلافات العربية العربية. أمامهم أجندة كلاسيكية، فالتحدي الأكبر لا يزال الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولن يكون الحل بتركها للفلسطينيين وحدهم ولنعيدها لدائرتها الأوسع والأعمق .

أما التوغل الأجنبي في أقطارنا من قوى إقليمية ودولية فهو نتيجة طبيعية لتردي حالنا، لأن أمورنا الداخلية تركت على عواهنها تعصف بنا الرياح لغياب العدالة في بلادنا، التي تنتج فقرا وجهلا وبطالة، وتعمل على هدر طاقاتنا واقتصادنا في حروب لا تغني ولا تسمن من جوع، ولكنها تهدر الأموال وتدمر الاقتصاد . 

فالعدل أساس الملك وغيابه يولّد الخراب ويودي للتهلكة. فإن كان الغرب يتطلع لنا لمواجهه الإرهاب والتطرف وصدور قرارات بالإجماع في هذا الشأن، فلا بد لنا أن نرى أن الفساد الذي استشرى في الجل الأعظم في بلادنا حري بالتصدي له كونه عدوا حقيقيا ينخر في جسد الأمة . 

آن الأوان للالتفاف لبعضنا بعضا لنكون قادرين على الالتفات لجيراننا فلا بد من حوار جاد في الشؤون العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا. إنها مجموعة قضايا معقدة قد يكون انطباعنا الأول عنها أنها من صنع أيادٍ خارجية وحسب، ولكن الرائحة تأتي من مطبخ البيت . 

لا نريد بيانات توافقية ترضي الجميع فهي فعليا لن ترضي أحدا. نتطلع لبداية ربط مدخلات معادلة الخراب من ظلم وفساد وإفساد وغياب للحريات بمخرجاتها من تطرف وإرهاب وهجرة عقول . 

يجب أن يبقى سقف توقعاتنا بعلو منخفض ولكنه مرتفع بعض الشيء للحفاظ على ما تبقى من أسباب البقاء كأمة مكلومة تتلاشى لنقول كما قال نزار قباني منذ عقدين «متى سيعلنون وفاه العرب» .



* وزير العدل الأردني السابق 





0 التعليقات: