جمهورية عزرائيل !!
جمهورية عزرائيل !!
عراق العروبة
أنمار نزار الدروبي
بغداد من عاصمة الرشيد إلى عاصمة الجحيم .. ومن دار السلام إلى دار للأيتام !!
تشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بأن عدد الأرامل بالعراق في عام 2016 كان قد وصل من 900الف إلى مليون أرملة .. كما أشار التقرير ذاته ان عدد الأيتام في العراق لنفس السنة بلغ مايقارب إلى 750 ألف يتيم !!
أربعة عشر سنة والعراق يعيش انهار من الدم وجثث متفحمة.. المئات من الجثث المغدورة ، عشرات الآلاف من الموتى في السجون، ملايين العوائل النازحة الذين يموتون منهم يوميا من الأطفال والنساء والشيوخ بسبب البرد والنوم في العراء أو في الخيم الممزقة .
جمهورية العراق أو (جمهورية عزرائيل) تبدأ من السبت الدامي، الأحد الدامي، الأثنين الدامي، الثلاثاء الدامي، وهكذا الاسبوع الدامي والشهر الدامي بل منذ 2003 العراق والعراقيين يتعرضون لأبادة جماعية،حيث تطحن عظامهم وتسيل دمائهم في الشوارع بكل بساطة وتقطع أشلائهم بين الأزقة..هل إلى هذه الدرجة أصبح الدم العراقي رخيص ؟!
يبدو ان طوفان الفساد والفشل الذي اجتاح العراق بسبب استهتار الطبقة السياسية كان من نتائجه ماوصلنا إليه الآن.. في الحقيقه ان سيناريوهات سوداء تنتظر العراق بعد معركة الموصل،لأن مايحدث الآن هو نتيجة الحرب الشرسة بين القوى السياسية التي تسير بالتوازي مع الحرب الاعلامية القذرة كل يوم بين الكتل والأحزاب السياسية .
لقد باتت قضية التفجيرات والمفخخات في العراق بالإضافة إلى ماتمارسه الميليشيات والعصابات المجرمة حالة طبيعية جدا ومعتاد عليها ، والمواطن العراقي يعيش في ظل أجواء عزرائيلية تذهب بك إلى القبور .
ان شهداء الأمس واليوم والآلاف الذين سقطوا من قبل بسبب التفجيرات هم أبلغ دليل على أن أبناء الشعب العراقي يقدمون يوما بعد آخر تضحيات بأرواحهم وبدون ان تهتز ضمائر الساسة .. ان كل هذا الإرهاب والمشهد الدموي الذي نعيشه منذ أربعة عشر عام .. تفجيرات الكرادة ومديرية التقاعد وغيرها ، استطاع أولئك الضحايا الأبرياء ان يحولوا من هذه المناطق إلى مكان لخلود الشهداء .
مهما كان الأمر نحن نعيش بواقع مرير جدا..البلد والشعب في قبضة سلطة بلا حياء بحيث أصبح النظام السياسي غولا سيأكل كل من يحاول انتقاده أو تغييره ، اي معارض وبدون استثناء .
العراق اليوم لاصوت فيهِ يعلوا فوق صوت الفساد والعبث والاستهزاء بالشعب ، واذا مااردنا ان نصف وضع البلد.. خطر،كارثة أو دمار، ولكن الحقيقة على أرض الواقع تقول اننا تخطينا كل هذه المراحل وأصبحنا نعيش مع سلطة كل بضاعتها الظلم والاستبداد والترهيب ، وهذا واضح جدا من خلال مايعانيه المواطن من الجوع أوالإرهاب بمختلف أساليبه أو نتيجة الإجرام على يد العصابات المنتشرة في البلاد ، هذا بالإضافة إلى قوة وتحكم الميليشيات المسلحة خارج إطار الدولة ونطاق القانون .
بدون أدنى شك ان المؤامرة وضعتها إيران بتواطؤ مع الأحزاب والكتل السياسية جميعا وبدون استثناء وبتنفيذ الميليشيات الحليفة معها لتخريب القطر .. لأن الخطة المجوسية تقضي بأن يغتصب العراق ويهان ويقتل أبنائه، يشرد شبابه ويعتقل رموزه .. ويمحى تاريخ الوطن ويهان حاضره ويعدم مستقبله .
0 التعليقات: