أخر الأخبار

.

وداعا فتوى الجهاد الكفائي.. لامرحبا بولاية الفقيه والباسيج العراقي !!



وداعا فتوى الجهاد الكفائي.. لامرحبا بولاية الفقيه والباسيج العراقي !!




عراق العروبة
أنمار نزار الدروبي




في مقال تحليلي نشر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى يتحدث عن تنظيمات حزب الله والنسخات عن الحرس الثوري الإيراني ومستقبل وكلاء إيران في العراق .

حسب الدراسة التحليلية ، ان إقرار قانون الحشد الشعبي بوجود هيئة خاصة به مع بند خاص في الميزانية  يتضمن التخصيصات المالية..بهذا باتت الميليشيات تؤدي دور الحرس الثوري الإيراني، لأن الحشد الشعبي هو عبارة عن مجموعة من وكلاء إيران .

هذه كانت نبذة مختصرة جدا عن المقال الذي نشر عن معهد واشنطن .

 هنا أريد البحث في سؤالين :

1. لماذا تطلق المرجعية فتوى الجهاد الكفائي في هذا الوقت بالتحديد ، مع ان نظرية الشيعة الأثنا عشرية للتعاطي مع السياسة والحكم  أمران محرمان ومحفوظان للمهدي والخوض فيها يتطلب موافقة السماء ، بمعنى هل حصلت مرجعية النجف على موافقة السماء بأصدار الفتوى،أم كانت توجيهات الولي الفقيه..وهل ولاية الفقيه تمثل بمثابة الأوامر السماوية للحكام الشيعة في العراق ؟!

2. هل أنقذت فتوى الجهاد الكفائي المذهب الشيعي..أم أن فتوى المرجعية ستقود الشيعة إلى نفس المصير الذي واجهته سابقا المذاهب الشيعية عندما قررت دخول السياسة ؟! 

إن الجهود الإيرانية في هذه المرحلة وبالتحديد بعد الانتهاء من تنظيم داعش تتركز حول تحويل الحشد بالعراق المتمثل ب(حزب الله العراقي والعصائب، منظمة بدر) إلى حركة سياسية ذات أجنحة عسكرية بحيث تكون خارج إطار سلطة الدولة ولكن في نفس الوقت تحظى بتسامح من قبل الحكومة العراقية .

يذكر أن صدور فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي جاء بعد سقوط الموصل بيد(داعش)..فأفتى السيستاني بالجهاد ووجوب الدفاع عن المقدسات واعتبر أن من يقتل شهيدا ؟! 

بهذه الفتوى الغريبة ذات الأبعاد الطائفية المقيتة تحول الجهاد من الحرب ضد داعش والدفاع عن المقدسات بحسب قولهم وتصريحاتهم إلى الجهاد والتخلص من يزيدي العصر؟!

لقد خلقت هذه الفتوى البائسة التي جائت بأمر من نظام الولي الفقيه في إيران كوارث مدمرة على العراق وشعبه عملت على تفكيك البلد وانقسام الشعب طائفيا..في الحقيقة أن المرجعية الدينية في النجف كانت الأساس الذي تشكلت عليه كل الميليشيات الإرهابية والعصابات المجرمة وأساليب النفاق،الاغتيالات، التهجير والاعتقالات كلها خرجت من رحم ماتسمى فتوى الجهاد الكفائي ، وهذا مايسعى اليه نظام الملالي في ايران . 

 لايخفى على كل عاقل وذو بصيرة ان فتوى الجهاد الكفائي جاءت لتحقيق مصالح وغايات نظام الولي الفقيه في العراق التي تهدف إلى زيادة توغل  النفوذ الفارسي والمتمثل بوجود الحرس الثوري وتحويل ميليشيا الحشد الشعبي الى قوات تشابه أو نسخة من الباسيج الإيراني ، من خلال الإشراف الكامل والواضح لبعض من قياداتها ، بالأضافة الى انتشار مكاتب مخابراتها واطلاعاتها  في أغلب المحافظات الجنوبية وقسم من محافظات الغرب والوسط . 

مما لاشك فيه استطاعت مرجعية النجف من خلال هذه الفتوى الظالمة أن تقلب الطاولة على الوحدة الوطنية في العراق و كانت السبب الرئيسي في تدمير النسيج الوطني وإنهاء التعايش السلمي .

 لقد أدى الجهاد الكفائي إلى قتل وتهجير الملايين من أبناء المحافظات الغربية وألحق دمار شامل بمدن كاملة سحقت مع الأرض وأصبحت عبارة عن أنقاض وكأنها ضربت بزلزال 9 درجات على مقياس ريختر ، واصبح بعضها  خارج الخريطة ، وماتبقى منها عبارة عن هيكل منخور لايصلح للترميم هذا بالإضافة إلى ان قيادات هذه الميليشيات وحسب ادعائهم من أتباع المرجعية هم عبارة عن مجرمين وأناس متوحشين ، ربهم المال ودينهم الغش وتاريخهم حافل بالخيانة والعمالة والإجرام . 

بناءً على ماتقدم أعود للإجابة على الأسئلة التي طرحت في مقدمة المقال عن المرجعية الدينية في النجف .

بخصوص السؤال الأول .. هذا يدل على أن الهدف من  الفتوى سياسي، صدرت بتحريض وأمر من إيران للقضاء على مكون بعينه والعمل على تنفيذ سياسة التغيير الديمغرافي في المحافظات الغربية .. لقد جاءت الفتوى بأكذوبة المحافظة على المقدسات ، والآن داعش في  نهايتها ، أين المقدسات وأين داعش ؟

وعن السؤال الثاني .. التاريخ تحدث عن أخطاء دخول المذهب الشيعي السياسة،الذي كانت له تداعياته القاتلة على المذاهب الشيعية واستمراريتها بالوجود مثل(الإسماعيلية والفاطمية) تلك القوى دخلت عالم السياسة من أوسع أبوابه وتوهجت ثم انطفأت حتى أصبح أبنائها أقليات في العالمين العربي والإسلامي .

 المفروض من المرجعية ان تتبع كلام أمير المؤمنين سيدنا علي بن ابي طالب وماذكر عنه في كتاب(من هم أهل الفتن) والمقتبس من نهج البلاغة الذي بين فيه بالتحديد من هم أهل الفتن ؟

أولا. سيادة الظلم على الناس .
ثانيا. تعطيل أحكام الإسلام والانحراف عن مبادئه .
ثالثا. فساد العلاقات الاجتماعية والإنسانية .
رابعا. قلة المؤمنين المخلصين وملاحقتهم ومحاربتهم .
خامسا. استئثار السلطات الحاكمة بالأموال العامة .
سادسا. الفتنة تودي باصحابها في نهاية المطاف .

كل هذه النقاط التي ذكرت عن سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه تمارسها الطبقة السياسية الفاسدة في العراق اليوم وبقيادة التحالف الشيعي .. كان من الأجدر بالمرجعية الدينية في النجف أن تصدر لنا فتاوى ضد هذه الزمرة الحاكمة البعيدة بقرون عن  القيم والمبادئ النبيلة .





0 التعليقات: