أخر الأخبار

.

التأميم .. الهدف الكبير هل تأميم النفط العراقي في 1/حزيران/1972 كان ضرورة أقتصادية حسب !!؟




التأميم .. الهدف الكبير هل تأميم النفط العراقي في 1/حزيران/1972 كان ضرورة أقتصادية حسب!!؟ أم هدف أستراتيجي ؟ 


عراق العروبة
د. ضياء الصفار



ونحن نستذكر قرار التأميم الخالد وفِي مثل هذا اليوم قبل خمسٍ وأربعون عاماً لابد أن نشير الى أن قرار التأميم الذي أشرف على تفاصيله الرفيق الشهيد الخالد صدام حسين بدءاً من صياغة بنائه وتنفيذه والذي جاء وفق تصورات ورؤى دقيقة تؤكد ما يتمتع به ومن معه في قيادة الحزب من تراكم معرفي ونظرة فاحصة وموضوعية لواقع العراق السياسي والاقتصادي وواقع الشركات الاستعمارية المستغلة للنفط العراقي وثرواته الاخرى .

هذا التراكم المعرفي شكل الحافز الموضوعي والمنطقي والذي توائم مع ديناميكية الثورة وتسارعها في تنفيذ برامجها الهادفة الى تحقيق الإنجازات العملاقة لجماهير شعبنا العراقي الكريم الذي عانى ولسنين طويلة من الظلم والحرمان ومن الفقر والمرض والجهل،كما ألزم ثوار السابع عشر من تموز وبمسؤولية الثوار المؤمنين بالتفكير في المستقبل ومتغيراته قبل حدوثها ولم ينتظروا حدوث المعجزات من خلال وعيهم لطبيعة الظروف الموضوعية والذاتية وإدراكهم بأنهم أن أنتظروا..! 

فأن الثورة ستصبح جزءاً ممن أرتضوا لنفسهم البقاء في حالة التبعية أي تابعاً لمن يفكروا بالمتغيرات قبلها،وهذا يناقض فكر الثورة وقادتها. وقد أنعكس ذلك أيجابياً على قيادة الثورة في أقتدارها لإدارة عملية 
المفاوضات مع شركات النفط الاحتكارية ولفترة ليست بالقليلة وصولاً الى قرار تأميم عمليات شركة نفط العراق في مثل هذا اليوم الخالد من عام 1972 والذي جاء منسجماًمع ما أعدته القيادة من دراسات وتفسيرات للتوقعات للمواقف السياسية الخارجية وما يترتب عليها من مواقف سلباً أو أيجاباً داخلياً وخارجياً وذلك لان قيادة الثورة تؤمن وبشكل مطلق بأن تأميم النفط يشكل البداية الصحيحة في الدفاع عن العراق وأستقلاله الاقتصادي والسياسي بالرغم من أدراكها لخطورة القرار آنذاك،فقد كان حدثاً مهماً كبيراً مَس مصالح الدول الكبرى وشركاتها الاحتكارية في المنطقة ويؤثر على سياساتها وتوجهاتها،فالظروف الذاتية والموضوعية كانت معقدة وصعبة جداً ولا يستطيع شبابنا اليوم تصوّر الواقع آنذاك وكيف كانت صورته ومعطياته، ففي حديث للرئيس الشهيد صدام حسين في منتصف الثمانينات وهو يقارن بين سنوات التأميم في السبعينات من القرن الماضي مؤكداً بأن شباب الثمانينات لا يستطيعون تصوّر ومعرفة الظروف الصعبة التي أحاطت بقرار التأميم مقارنة بظروف الحرب القائمة ضد أيران الفارسية الصفوية دفاعاً عن العراق وأقطار الامة الاخرى حيث قال : أن الحرب بملابساتها وبالقوى المؤثرة فيها والداعية الى أستمرارها..هي أعلى مستوى من مستويات المجابهة التي يمكن للإنسان أن يمتحن قدراته ووطنيته ومبديئته وأمكانياته لهذا النوع من المخاطر،ولكن لو أستبعدنا نظرياً فقط الدماء الغزيرة التي دفعها أبناء العراق دفاعاً عن وطنهم .

نجد أن قرار التأميم في ذلك الوقت أصعب من قرار مجابهة العدوان بالسلاح كما يحصل اليوم في الحرب . من خلال التوظيف الصحيح لعوائد النفط بعد التأميم وفق منهج الثورة وأهدافها في إعادة بناء الانسان العراقي والاهتمام به كقيمة عليا بأعتباره أداة التغيير أنطلقت القيادة الثائرة بوضع البرامج والخطط الاقتصادية بشقيه (الصناعي والزراعي) والخدمية والتي شكلت الملامح الاساسية لمسيرة التنمية والبناء الاشتراكي في القطر والتي عبرت عن مباديء الحزب وعقيدته الثوريه وقيمه الانسانية النبيلة مما جعل العراق يحتل موقعاً متقدماً ونبراساً لما يسمى بالعالم الثالث أو الدول النامية وشكل تجربة فريدة في العالم ، وهذا ما دفع قوى الشر والطغيان الدولي أمريكا وبريطانيا ومن تحالف معهم الى أختلاق الذرائع لشن العدوان على العراق وغزوه وأحتلاله وبصفحاته المعروفة التي تهدف الى تدمير العراق وتفكيك مقومات الدولة بقرارات تعسفية جائرة من أجل أفقار العراق وشعبه ودفعه بأتجاه التجهيل ومسخ العقل العراقي المبدع الخلاق،ولكنهم خسأوا سيبقى الانسان العراقي متميزاًبعطائه وتضحياته مبدعاً بفكره وعقله لما يمتلكه من مقومات حضارية قادرة على النهوض والانطلاق في اللحظة المناسبة والظرف المناسب لما يتمتع به من خزين حضاري .

 تحية عز وإجلال وأكبار للقيادة الثائرة قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي التي أعدت وخططت وأشرفت على قرار التأميم الخالد وحققت أنتصاره . تحية للأب القائد الرفيق المناضل أحمد حسن البكر رحمه الله تحية للرفيق الشهيد الخالد صدام حسين مهندس التأميم وصانع أنتصاره . تحية لشعبنا العراقي الباسل الشجاع الذي آزر قيادته وحقق نصره الكبير الناجز على الشركات الاحتكارية المستغلة،ولكل من ساهم في هذا الإنجاز الوطني والقومي الكبير . 


0 التعليقات: