أخر الأخبار

.

طرابلس تودع ″حكيمها الطيب″ عبد المجيد الرافعي


طرابلس تودع ″حكيمها الطيب″ عبد المجيد الرافعي



عراق العروبة
سفير الشمــال



جاب نعش الطيب الدكتور عبد المجيد الرافعي شوارع طرابلس مودعا لمرة أخيرة وسط نثر الأرز ورش ماء الزهر والورد وعلى وقع الآيات القرآنية وقرع طبول نوبات الفرق الصوفية، والتكبيرات والهتافات التي عبرت عن مدى الحزن الذي خلفه رحيله في قلوب محبيه وأنصاره الذين رفضوا وضع جثمانه في سيارة إسعاف، وآثروا أن يحملوا النعش من دارته في أبي سمراء الى الجامع المنصوري مخترقا الرفاعية والأسواق وساحة النجمة هذه المناطق وغيرها التي عرفت ″الطيب″ طبيبا يتنقل ليلا بين بيوت الفقراء، ومناضلا ثوريا، وسياسيا رائدا، ونائبا حمل هموم مدينته .

إحتشدت طرابلس في الجامع المنصوري الكبير لتلقي النظرة الأخيرة على ″حكيم المدينة″ فيما سجي النعش في صحن الجامع يحيط به عناصر حزب طليعة لبنان رافعين العلمين اللبناني والفلسطيني، وحاملين الأكاليل .

بعد صلاة العصر، أم مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار المصلين في صلاة الجنازة على جثمان الدكتور عبدالمجيد الرافعي، بحضور: وزير العمل محمد كبارة ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب قاسم عبد العزيز ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب سمير الجسر ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الدكتور عبد الاله ميقاتي على رأس وفد من جمعية ″العزم والسعادة″ و″تيار العزم″ ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الوزراء السابقين: أشرف ريفي، فيصل كرامي وبشارة مرهج، النواب السابقين أسعد هرموش، جهاد الصمد وعصام نعمان، إيلي عبيد ممثلا النائب السابق جان عبيد، الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عزام الأيوبي، رئيس المنتدى القومي العربي في لبنان معن بشور، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، السيد توفيق سلطان، رئيس إقليم طرابلس الكتائبي مارك عاقوري، أركان قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة عضو لجنتها المركزية ابو لؤي اركان بدر، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وهيئات المجتمع المدني، وحشد كبير من أبناء طرابلس الشمال ووفود من مناطق لبنانية عدة .

وألقى الشعار كلمة تأبينية قال فيها : ″إن الراحل الكبير طيب إبن طيب، وكبير من زمن الكبار، حمل رسالة الإنسان، وأحسن علاقته بأبناء بلده، وتشهد له الدور بالتلطف والإحسان، وهو ابن أرومة طيبة، وابن الطيب الرافعي التقي الصالح، وقد انتهج رسالة خيرة صافية حملته إلى قيادة مجتمع ومدينة من خلال أصالته ومعالجته لمشاكل أبناء بلده، هو قامة عالية يغادر طرابلس إلى عفو الله ورحمته، وهو ابن مدينتنا المتمسك بقيمها إلى آخر لحظة من عمره، وإقامته في مدينته لم تختلف عن إقامته في منفاه، فاستوعب قاصديه من طرابلس، نودعه إلى جنة الخلد، متمسكين بأصالتنا، فطرابلس لا تنسى كل من قدم الخير إليها″.

بعد ذلك حمل عناصر من سرية إطفاء طرابلس نعش الراحل الكبير، حيث قدمت له ثلة من قوى الأمن الداخلي التحية العسكرية بتقديم السلاح أمام باب الجامع، ثم سُجي النعش على سيارة إطفاء جابت شوارع المدينة مع حشد المشيعين والفرق الصوفية وحملة الأكاليل والأعلام اللبنانية والفلسطينية، الذين إنتقلوا من الجامع المنصوري الى السراي العتيقة، فالزاهرية، مستشفى شاهين، مالية طرابلس، البلدية، ساحة التل، الروكسي، ساحة عبد الحميد كرامي، مصلحة المياه، مسجد طينال وصولا الى مدافن باب الرمل حيث وري الجثمان في الثرى، ثم تقبلت عائلة الرافعي العزاء .

وكان وزير العمل محمد كبارة نعى الراحل الكبير بالقول: “لقد فقدنا وفقدت طرابلس ولبنان علما من اعلام السياسة والنضال، ونموذجا فريدا جمع في شخصيته صفات الوطنية والعروبة والرجولة والإنسانية، فكان عبد المجيد الرافعي الرجل الطيب وطبيب الفقراء الذي احبه أهله وشعبه، وكان السياسي المحنك الذي استشرف كثيرا من المراحل الصعبة وحذر منها، وكان المناضل العروبي الذي دافع عن الأمة وحمل قضاياها المحقة وفِي مقدمتها قضية فلسطين”.

كما نعى النائب محمد الصفدي الراحل فقال: “بغيابه نفتقد قامة طرابلسية ولبنانية وعربية، ونتذكر زمنا كان فيه الدكتور عبد المجيد رمزا من رموز النضال القومي وطبيبا ونائبا قريبا من الناس الذين أحبوه وبادلوه العطاء”.

وقال الوزير السابق نقولا النحاس: برحيل المناضل الكبير الدكتور عبد المجيد الرافعي تفقد الفيحاء، علما من أعلامها ورمزاً من رموزها الوطنية والقومية، ومثالاً للالتزام بقضايا الناس والوطن والأمة، ومدافعاً شرساً عنها .

وأضاف: بغياب نائب طرابلس أشعر بالأسى العميق كما جميع أبناء طرابلس الذين كان خير ممثل لهم في الندوة البرلمانية، وفي هذه المناسبة أتقدم من عائلة فقيدنا الكبير، وفي طليعتهم أرملته السيدة ليلى بقسماطي بأحر التعازي، وستحفظ طرابلس لطبيبها عطاءاته وتاريخه المجيد، وصورته الناصعة البياض . 

كما صدرت العديد من بيانات النعي من مختلف الشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية التي تحدثت عن مزاياه وفضائله .

0 التعليقات: