هراء كالعواء !!
هراء كالعواء !!
“لكل داءٍ دواءٌ يُستطب به…إلا الحماقة أعيت مَن يداويها”
تنهال على المواقع وتصلك عبر البريد الإليكتروني العديد من مقالات الهراء , التي يروج لها وعاظ الكراسي والمبوقون للمآسي والويلات , والذين يسوغون أعمال الخطايا وأفعال الشرور , ويتربحون في الآثام وسفك الدماء وقهر العباد وترويعهم .
والعجيب في الأمر أن الذي يروج لهذ المقالات من حملة الشهادات والمدّعين بالثقافة والمعرفة , ولو تحدثت معهم لقدموا أنفسهم على أنهم أصحاب القول الفصل في الحكمة والمنطق والعلم .
فبعد التي واللتيا , وبعد أن “كام الداس يا عباس” , وبعد ” خراب الوطن” , وبعد ما “إختلط حابلها بنابلها” وبعد أن طفح كيل الحماقة وفاض غدير الغباء , وتسيد الضلال والبهتان , وتحول الكذب إلى عقيدة ودين وأصبح الآخر هو السلطان .
بعد كل ذلك , إستيقظ النائمون وأرجلهم في الشمس , واستشعروا حرارة الأشعة التي أحرقتها , وتسببت لهم بعدم القدرة على الخطو خطوة واحدة إلى أمام .
أخذوا يصرخون ويتصايحون ويتلاومون ويتهمون بعضهم ويغضبون على غيرهم , وفي فورتهم اليقظوية الخالية من الحياة , راحوا يقررون ما لا يستطيعونه , ويتوهمون بأنهم يمتلكون زمام الأمور والقرار والسيادة , وما يصدر من أفواههم سوى العواء الذي لا ينفع شيئا وإنما يزعج الآخرين وربما سيؤلبهم عليهم فيرجمونهم بألف حجارة وحجارة .
فما هذا العواء يا سادة ياكرام ؟!!
اين كنتم منذ عقد ونصف من الزمان , أ لم يكن لديكم قدرة على النظر في دفاتر الغد ؟!
أ لم يكن عندكم بعض حكمة وقليل فهم لما يدور ويحصل في دياركم وحولها ؟
هل كنتم سكارى بما يُملى عليكم من خطابات الإلهاء ودعاوى الإرتخاء , والتقوقع خلف الجدران في صناديق التضليل والإمتهان ؟
أين أنتم والدنيا تدور وتقول بوضوح أن لكل تفاعل نتيجة , فإن كانت عناصره سيئة فالناتج سيئ , وإن كانت العناصر جيدة فالناتج جيد .
وعناصر تفاعلكم على مدى ذلك الوقت كانت من أسوأ ما يمكن أن يدخل في معادلات التفاعل الوطني والسياسي , فهي ذات مفردات مشحونة بالطائفية والفئوية والعدوانية والكراهية والإنتقامية , فماذا تتوقعون أن تكون النتيجة ؟!!
والأنكى من ذلك أن أقلام العواء بدأت مشروعها التسويغي التسويقي , لكي تلعق ما تبقى في مواعين المذلة والهوان!!
ألا تب الهراء والعواء !!
0 التعليقات: