تناقضات استخبارات إيران تزيد الشكوك حول هجوم الأحواز
تناقضات استخبارات إيران تزيد الشكوك حول هجوم الأحواز
صالح حميــــد
نشرت وزارة الاستخبارات الإيرانية بيانا ، مساء الاثنين ، حول الهجوم المسلح الذي استهدف العرض العسكري في مدينة الأحواز، السبت الماضي، حمل تفاصيل جديدة حول الهجوم تتناقض كلياً مع ما كان قد أعلنه قادة الحرس الثوري ومسؤولو الحكومة .
وأرفقت الوزارة البيان الذي نشرته عبر موقعها بصور لمنفذي الهجوم قالت إنهم 5 أشخاص ينتمون إلى "مجموعة انفصالية". كما أعلنت كشف مقر هذه المجموعة واعتقال 22 شخصاً من المرتبطين بها والداعمين اللوجستيين لهذا الهجوم المذكور، بحسب البيان .
موقع تابناك يقارن الصور ويقول إنها غير متطابقة
وذكر موقع "تابناك" أن الزي العسكري الذي كان يرتديه الثلاثة في فيديو داعش يختلف عن أزياء المهاجمين القتلى، كما أن وجوههم تختلف في المشهدين .
اتهام مجموعة أحوازيــــــــــــــة
كما لاحظ الموقع ووسائل إعلام أخرى أن الأسماء المنشورة من قبل وزارة الاستخبارات تختلف مع تلك التي نشرتها "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، والتي قالت إن إحدى مجموعات " المقاومة الوطنية الأحوازية" نفذت الهجوم دون إيضاح من هي المجموعة، حيث إن "المقاومة الأحوازية" تسمية عامة وليست تسمية لتنظيم بعينه .
كما هناك تناقض آخر فادح وهو أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية نشرت في اليوم الأول قائمة بأسماء القتلى، من بينهم شخص يدعى "عادل بدوي" وأمام اسمه إشارة "تروريست" أي "إرهابي"، لكن هذا الاسم لم يرد في بيان وزارة الاستخبارات، إلا أنه ورد في تصريحات أعضاء "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" كأحد المنفذين، بينما لم يذكر أعضاء الحركة 3 أسماء أخرى جاءت في قائمة الوزارة، مثل إياد منصوري وفؤاد منصوري وحسن درويشي .
![]() |
القائمة التي نرشتها وسائل إعلام إيران وجاء فيها اسم عادل بدوي كارهابي مقتول |
لكن التناقض الأبرز هو أن أيا من تنظيم "داعش" أو حركة "النضال" الأحوازية، لم يقدما أي دليل يثبت صحة تبنيهما للهجوم مع تكاثر التناقضات التي تفند روايتيهما وتعزز الشكوك حول اتهامات المعارضة الإيرانية لاستخبارات الحرس الثوري بالتورط بالهجوم من أجل إظهار إيران على أنها "ضحية الإرهاب" بالتزامن مع حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن حول الإرهاب الإيراني .
حملة اعتقالات ومداهمات
في سياق متصل، شنّت قوات الأمن والشرطة والحرس الثوري حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الأحواز ومناطق مختلفة في الإقليم، حيث يتحدث ناشطون عن حوالي 300 معتقل خلال الأيام القليلة الماضية، شملت ناشطين ومثقفين ومواطنين عاديين بتهم صلتهم بجماعات سياسية في الخارج .
ويقول ناشطون أحوازيون إن النظام كما في السابق يريد من خلال تدبير هذا الهجوم عسكرة الإقليم والبدء بتنفيذ الإعدامات ضد السجناء السياسيين، وقمع الحراك السلمي والمظاهرات التي تخرج بين الفينة والأخرى ضد النظام وسياسات الحكومة .
بدورها، ربطت جهات وشخصيات إيرانية معارضة بين هجوم_الأحواز وهجوم مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني في 7 يونيو/حزيران 2017 ، حيث اتهم النائب الإيراني محمد دهقان، حينها، عناصر متنفذة في أجهزة الاستخبارات الإيرانية بالتورط بهجمات طهران الدامية، من خلال تسهيل مهمة عناصر تنظيم "داعش" الذين اقتحموا البرلمان الإيراني وقبر الخميني، وتبين فيما بعد أن عددا من أعضاء المجموعة المنفذة كانوا أعضاء في داعش ثم عادوا إلى إيران واعتقلتهم أجهزة استخبارات الحرس الثوري، ثم أطلقت سراحهم ، ما عزز الشكوك حول تدبير كل العملية من قبل النظام .
كذلك تم ربط هجوم الأحواز بهجمات بالصواريخ شنها الحرس الثوري قبل أسبوعين على مقرات الأحزاب الكردية والإعدامات التي نفذت ضد نشطاء أكراد في السجون بتهمة "زعزعة الأمن القومي"، فضلا عن عمليات الاغتيال للنشطاء السياسيين التي قام بها النظام في أوروبا ومحاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس خلال الأشهر الماضية .
ونظراً لأن المنطقة التي تم فيها الهجوم محصّنة عسكريا وتقع بجانب المعسكر 92 للقوات المدرعة التابعة للجيش الإيراني، تساءل مراقبون إيرانيون عن حقيقة ارتداء المهاجمين ملابس عسكرية، وأين وكيف خبأوا الأسلحة، وكيف لم يتم كشفها من قبل قوات الأمن قبل العرض؟ كما كيف تمكنوا من الاقتراب بهذه السرعة من منصة العرض ؟
0 التعليقات: