أخر الأخبار

.

العالم بعلمه و آثاره العلمية ...المحقق الصرخي انموذجا



العالم بعلمه و آثاره العلمية ...المحقق الصرخي انموذجا



عراق العروبة
محمد الخيكانـي



القيادة تعتمد على أسس، و ركائز مهمة ؛لأنها تشكل عاملاً مهماً في حياة الإنسان ، فهي الأقرب إلى تشخيص الواقع ، و قراءة الأحداث ، و استخلاص النتائج الصحيحة ، فتكون بمثابة المرشد الروحي ، و المصدر المهم الذي يُرجع إليه عند الشدائد ، و الملمات، لكن مع ظهور ضعاف النفوس و محاولاتهم المستمرة في تقمص دور القائد الديني ؛ لجني الأموال الطائلة التي تأتي من مصادر كثيرة تدخل ضمن إطار حقوق الشارع المقدس، فيبقى السؤال المهم ، و الأهم، و الذي لا مناص منه ، وهو كيف يستطيع الفرد التمييز بين القيادة الصالحة من القيادة الانتهازية التي تحاول السيطرة على قلوب ، و خيرات الناس بكلامها المعسول ؟ كيف يمكن للإنسان أن يميز بين القائد الصالح، و بين القائد الطالح ؟ إذاً لابد من وجود المقدمات الصحيحة، و المقومات الناجحة التي يمكن من خلالها معرفة العالم، و القائد الصالح من الطالح، ولعل من بين أهم تلك المقدمات وجود الفكر الناضج ، و الآثار العلمية التي تؤكد علو كعب القائد الصالح و أحقيته في القيادة، وهذا بدوره يُعطينا الانطباع الحقيقي لأهمية التفوق العلمي ، و الأثر العلمي على المال ، و الجاه ، و الواجهات المزيفة ، و المصطنعة في كل زمان، و مكان ، و التاريخ بدوره شاهد على مجريات الأحداث التي مرت بها الأمم البشرية ، فهو حافل بالشواهد الكثيرة منها التي تكشف زيف الشيطان ، و أتباعه عبيد الدنيا و زينتها الفانية الذين يغرر بهم ، فيجعل منهم أدوات للإيقاع بالناس ، و جرهم إلى الهاوية ، و سعير الآخرة عبر قادة مصطنعين هم ليسوا أصلاً من ذوي الخبرة ، و الكفاءة العلمية ، و الفكرية التي تؤهلهم لقيادة المجتمع، وهذه الخزعبلات لم تكن بمأمنٍ من تصدي السماء لها، و كشف زيفها متى ما حاولت نشر غسيلها القذر في المجتمع، من خلال إعداد القيادات العلمية، و الفكرية، وعلى أعلى المستويات لتكون أهلاً لتلك المهمة الإنسانية، و الحرجة في نفس الوقت، بعد أن تغرس فيها مكامن العلم، و المعرفة، و الفكر القويم، فتكون قادرة على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها، فنرى فيها سمات أهل العلم واضحة المعالم، و جلية للعيان ، وما الآثار العلمية ذات القيمة العالية لهي خير شاهد على أحقيتها في إخراج الفرد من غياهب الجهل ، و الظلام ، و وسواس الشيطان ، و لعل المحقق الصرخي الحسني كان وما يزال الأنموذج الأسمى الذي لا تزال نهضته العلمية، و ثورته الفكرية التي تعمل على تقدم عجلة الإسلام إلى الأمام ، و رفد المكتبة الإسلامية بالمؤلفات و البحوث و المحاضرات العلمية المتنوعة في شتى المجالات شاهد عيان على قوة ، و حداثة تلك الثورة العملاقة ، فبحوث العلمية ، و محاضراته العقدية، و التحليلية، و التاريخية، و الأصولية و الفقهية قد ملأت دنيا العلم فضلاً عن ساحة النت فقد أظهرت القدرة العلمية الفائقة التي يتمتع بها المحقق الأستاذ ، وخاصة في الساحة العلمية ، و اليوم نجد مؤلفات المنهاج الواضح ، و في مقدمتها السلسلة الفقهية التي أصبحت موضع اهتمام طلبة العلم ، و الباحثين، و الشريحة المثقفين بمختلف أرجاء المعمورة، وهذا ما يؤكد أن القائد بعلمه و فكره لا بماله ، و جاهه القائم على أسس خاوية مصطنعة .

0 التعليقات: