أخر الأخبار

.

أصداف : المستقبل ومحركات التغيير


أصداف : المستقبل ومحركات التغيير


عراق العروبة
وليد الزبيدي




يرى آل غور ( نائب الرئيس الأميركي الاسبق 1993 -2001) أن مستقبل البشرية تتحكم به ستة محركات، وقبل الخوض في العناوين الجوهرية لهذه المحركات، لا بد من التوقف عند الحقبة التي شغل فيها الرجل منصبا حساسا وحيويا خلال العقد الاخير من القرن العشرين، وهذا العقد شكل البوابة الاوسع للولوج بقوة إلى القرن الحادي والعشرين، فقد تسلم المنصب في الفترة التي سارت فيها المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية وتمخضت عن اتفاقية اوسلو ، وتم التوقيع عليها في الولايات المتحدة في العام 1993 ، وسبق ذلك اجتماعات ولقاءات معلنة وسريّة للوصول إلى البنود العامة لهذه الاتفاقية، وبدون شك أن العقود التي سبقت هذه الاتفاقية كانت زاخرة بالصراعات والتحركات الدبلوماسية والصدامات العسكرية، ومن جانبها واصلت الزعامات الأميركية وفي مختلف الحقب العمل الجاد والحيوي والواسع لضمان أمن ” إسرائيل” كما أعلن ذلك قادة البيت الأبيض في مناسبات عديدة .

و قبل اوسلو كان هناك انهيار جدار برلين 1989، الحدث الذي رسم افاق مرحلة جديدة توقع الكثيرون أنها ستستمر لعقود وربما قرون ، وتعززت تلك القناعات عندما تم الإعلان رسميا عن “موت الاتحاد السوفيتي ” في العام 1991 ، و لم يكن هذا الحدث مجرد عملية وفاة لجسد هرم متعب، إذ أن تلك الوفاة جاءت بعد صراع طويل وعميق بين القوتين اللتان تسيطران على العالم ، وهما الاتحاد السوفيتي- والولايات المتحدة ، وقد تواصل منذ خمسينات القرن العشرين ولما يقرب من الخمسة عقود، وبالتزامن مع تلك الاحداث كانت الحرب الأميركية على العراق في العام 1991 ، التي تمخضت عن تدمير واسع للبنية التحتية وللقوة العسكرية العراقية، وبدأت حقبة الحصار القاسي والواسع .

وكما قلنا ، أن الحديث عن المستقبل لا يمكن اقتصاره على ما يجري في الشرق الأوسط دون الخوض في غمار البحث في الاقتصاديات المتنافسة في المشرق والمغرب وفي قلب اوربا ، وصعود شركات الإنترنت العملاقة في حقبة التسعينات التي سرعان ما اصبح لها الحضور الاقوى والاوسع لها في الاقتصاد الدولي .

لم يقع آل غور تحت تأثير سحر السلطة عندما بحث في محركات التغيير العالمي، ليس لأن السلطة الأميركية ليست مغرية له ولغيره، لكن يبدو أن الاحلام التي تناثرت فوق رؤوس قادة البيت الأبيض وزعامات المحافظين الجدد عشية انهيار الاتحاد السوفيتي وخلال عقد من ذلك التاريخ، لم تتمكن تلك الاحلام من الانتقال إلى الحيز الذي رسموه لها في مخيلة الكثيرين، لأنه وباختصار، لم يتمكن الأميركيون من الوثوب صوب القرن الجديد ليصبح ” قرنا أميركيا” كما حلموا بذلك، فقد شهدت بداياته انتكاسات كبيرة في مقدمتها نتائج الغزو الأميركي لكل من افغانستان 2001 والعراق 2003 .

المتغيرات العديدة دفعت بالأميركي آل غور إلى النظر إلى المستقبل من خلال المحركات الأساسية التي تفرض وجودها على البشرية وليس من خلال الفرضيات السياسية، وهذا ما ناقشه وبحث في جوانبه من خلال عناوين رئيسية اسماها، شركة الأرض والعقل العالمي وميزان القوى، وبدون شك قدّم آل غور رؤية عميقة في نظرته إلى المستقبل ، التي تضمنها كتابه، الذي صدرت ترجمته عن عالم المعرفة الكويتية بعنوان “المستقبل – ستة محركات للتغيير العالمي”.

0 التعليقات: