أخر الأخبار

.

وأخيرا أنتصر صدام ؟؟


وأخيرا أنتصر صدام ؟؟


عراق العروبة
أبو أوس العربي




منذ فجر التاريخ ومنذ أن كانت مقتضيات الحكمة الألهية أن الخير والشر في دائرة صراع ملحمي إلى أن يقضي الله سبحانه بنهاية هذه الدائرة وينصب محكمة العدل الإلهية ليأخذ من انجر في طريق الشر والغواية جزاءه في جهنم، وينال المحسن نتيجة صبره وكفاحه لأعوان الشر ومقاومته لأهواء نفسه بجنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا .

وفي خضم هذا الصراع الأزلي بين الخير والشر كان الشر دائما ما يطور أساليبه في محاربة الخير وأعوانه لكن اعتماده الأساسي كان هو معركة تزييف الوعي العام لعامة الناس لكي يصل أعوان الشر لنتيجة وهي تجريد الخيريين من التفاف الناس حولهم وجعلهم معزولين عن محيطهم ليسهل القضاء عليهم، ولو وقفنا لنأخذ العبرة من التاريخ لوجدنا أن جميع الأنبياء والمصلحين والقادة العظام كثيرا ما لفقت حولهم التهم وحيكت الأكاذيب عليهم لتنفر الناس منهم وهكذا هو ديدن الشيطان وأتباعه في كل زمان ومكان مع تجديد أساليب التضليل والكذب والبهتان بما يتلاءم مع كل زمان، ومن هذا المنطلق ومع نهاية حقبة الحرب العالمية الثانية وتكون نظام القطبيين العالمين بدأت هناك توجهات من الشعوب المضطهدة من الامبريالية بالتحرر ومن هنا جاءت فكرة حزب البعث التي كانت عبارة عن أفكار ومحاضرات من منظري البعث الأوائل تبلورت بعدها إلى فكر متكامل تبنتها طليعة ثورية مؤمنة بحق هذه الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية وبعث الأمة لتقوم بدورها الرسائلي للبشرية جمعاء، وأي فكر وفكرة بدون طليعة ثورية شجاعة وذات روح اقتحامية لا تستطيع أن تصبح واقع ملموس على ارض الواقع ولن تتعدى مكانها كفكرة في رف كتب او أدراج مكتبة، ومن هذه الطليعة الثورية المؤمنة الشابة كان القائد صدام الذي أمن بهذا الفكر وتشربه بدمه وأصبح قضيته وشغله الشاغل، لذلك انطلق صدام بين رفاقه بروح تضحية وفداء منقطعة النظير وروح التضحية هذه لدى البعثيين أنتجت ثورتين الأولى ثورة 8 شباط 1963م قبل أن تتم الردة عليها وعلى مبادئها لتواصل الطليعة الثورية نضالها والتي توجتها بأعظم ثورات العرب حديثا وهي ثورة 17-30 تموز الخالدة في العام 1968م، وهذه الثورة كانت بمثابة ناقوس الخطر للشرق والغرب فالعراق الذي كان مقرر له أما أن يكون في حلف الشرق الشيوعي او حلف الغرب الرأسمالي خرج عن هذا الطور وقرر أن يكون عراقي عربي فقط صديق للجميع لكنه ليس تابع لأحد، ومنذ اليوم الأول لهذه الثورة الفتية بدأ التآمر عليها بدأ من محاولة تلغيمها مرورا بأخطر مؤامرة كانت ستقضي على البعث، لكن كان صدام في مقدمة من تصدى لهذه المؤامرة وحمى فكر وعقيدة وتنظيم الحزب من أي اختراق، لذلك كان الحس العالي بالمسؤولية من القائد صدام ووعيه الكبير بمخططات الأعداء وكذلك نظرته الاستشرافية لمستقبل الأحداث ومآلات الأمور الدور الكبير في صعوده في قيادة الحزب والدولة، فلا يقود الأسود الا ليث .

وعند وصول أعداء الأمة لقناعة كاملة أن اختراق هذه الطليعة الثورية وحزبها ضرب من المستحيل بدأت حلقة أخرى من المؤامرة، وهي خلق فتنة بين العرب والأكراد، لكن كان لصدام كما اخبرناكم نظرة استشرافية فكان قد بادر في إعلان الحكم الذاتي لإقليم كردستان في العام 1970م كحل جذري للمشكلة لكن ذلك لم يمنع من اندلاع الحرب في العام1974م بدعم وتشجيع من الغرب والصهيونية وتنفيذ شرطيهم الدائم في المنطقة (إيران)، وبشكل عام فكان الهدف من إثارة الفتنة بين العرب والأكراد وإحداث شرخ نفسي بين أبناء الشعب الواحد، وبعدما استطاع العراق بفضل الله تجاوز جزء كبير من هذه الفتنة، انتقلت الإمبريالية والصهيونية من حلقة الفتنة بين العرب والأكراد لحلقة أخرى وهي خلق الفتنة الطائفية بين أبناء الأمة وكان أداة تنفيذ هذا المخطط هو خميني الدجال وأيضا عبر إحياء التطرف والمتطرفين بالطوائف الأخرى، وبعد فشل هذا المخطط مرحليا بسحقه في معركة قادسية صدام، بدأت حلقة أخرى من التأمر كان أساسها إحداث شرخ في الصف العربي الذي بدأ يتشكل عقب قادسية صدام وتشكل مجلس التعاون العربي وكذلك لمحاربة البعد القومي الذي يحمله العراق وبدأت سلسلة من تزييف الوعي العربي عبر إيهام الكثير من الحكام أن صدام وجيشه خطر عليهم لذلك تطوع الكثير في حلقة التآمر هذه وأنتجت أزمة الخليج في العام 1990م، على الرغم أن استعداد أمريكا والغرب للحرب كان مبكرا وتحديدا في العام 1988م ؟؟!!

لكن الصمود الملحمي لشعب وجيش العراق في ام المعارك الخالدة جعل الغرب الاستعماري يتحول لتكتيك مرحلي وهو فرض حصار جائر كسلسلة في حلقات تأمره على العراق كان الهدف تجريد العراق من كل أسباب القوة والنهوض والتطور وكذلك تجويع الشعب لفك الارتباط بين القائد وشعبه في الوقت الذي بدأ الانفتاح الإعلامي يزيد ليتم تنفيذ اكبر حرب تضليل وخداع وتزييف وعي عبر التاريخ، فتم افتتاح القنوات بميزانيات هائلة مهمتها فقط هو تشويه صدام، وبدأ تقاسم الأدوار فتم شراء أقلام الكثير من الكُتاب والصحفيين مهمتهم تشويه صدام، وأصبح الطريق السريع لثراء اي صحفي هو تشويه صدام ونظامه، بل تم تأهيل الكثير من علماء الدين عبر سلسلة أحداث ومحاضرات لكسب شعبية في أوساط الأمة واستغلال عاطفة الناس تجاه الدين لينتهي هذا الشيخ بعد أن يكسب الأهلية لطرح أي فكرة يريد ليتم تقبلها من الناس دون نقاش ليباشر بعدها بدوره المرسوم مسبقا في تشويه صدام وحزبه، وبدأت فتاوى تكفير صدام وحزبه لدرجة أنهم اخرجوا صدام من ملة الإسلام ؟؟؟!!!

مخطط الشيطنة لصدام نجح في تزييف الوعي عبر فرض ظروف غير طبيعية على شعب بأكمله كالجوع والحصار، فالنتيجة يكون سلوك وتفكير الإنسان غير طبيعي فيعود لنزعة أنانية مفرطة فتكونت في نفوس البعض من شعب العراق خرافة (نريد شيعي يحكمنا) بالتوازي مع خرافة أثيرت في نفوس الكثير من السنة بضرورة تصدر رجال الدين لسدة الحكم وعلى نفس المنوال تولد في نفوس الكثير من شعبنا الكردي نفس القناعة وأن صدام ونظامه هو المانع من جعل العراق مثل الخليج، وعلى المستوى القومي وبسذاجة كبيرة تصورت الكثير من الأنظمة خصوصا أنظمة الخليج أن بقاء صدام ونظامه هو التهديد الكبير لهم، واستطاع الإعلام تزييف وعي الكثير من الامة فكانت ترى الجيوش تعد لغزو وتدمير بلد عربي غير مكترثة فالأمر لا يعنيها فصدام بعثي كافر كما صوره علماء السي اي ايه وإعلام الدجال !!!!

بعد اكتمال أركان المخطط الذي رافقه حصار لم يسبقه له مثيل في التاريخ كانت النتيجة الانتقال إلى غزو وتدمير العراق الذي كان يمثل المشعل المتبقي للنور وسط ظلام دامس، لتبدأ بعدها سلسلة الكوارث على العرب، بداياتها كانت بعد غزو العراق عبر تسليط جوقة عملاء لنهب ثروات العراق وتكريس الحكم الطائفي عبر تشجيع طائفة لقمع طائفة أخرى ليتولد بعدها التطرف من الطائفة التي تعرضت للقمع لتبدأ بعدها سلسلة حروب دموية بين أبناء الشعب الواحد أدت إلى حدوث تغيير ديموغرافي يخدم أهداف الامبريالية في النهب والتقسيم دون تكون بيئة معارضة تقاوم توجهاته الشيطانية الاستغلالية، وكنتيجة لهذه السياسة كانت النتيجة أن الشعب العراقي فقد ابسط حقوقه وصودرت ممتلكاته وعند محاولة أي فئة من الشعب الانتفاض كانت التهم جاهزة ومبررات إبادته جاهزة، وحين ظن بعض أبناء جنوب العراق (بحسن نية) أنهم يستطيعوا أصلاح نظام الاحتلال بتركيبته الطائفية لتوفير ابسط مقومات الحياة خرجوا للشوارع للتعبير عن رغبتهم بالإصلاح ظنا منهم أن (الحاكم الشيعي) لن يقمعهم فهو واحد منهم من أبناء طائفتهم فهو يقمع فقط السنة، لكنهم تفاجئوا أنهم قُمعوا بوحشية شديدة وقُمعت مظاهرات البصرة برشاشات المروحيات ومورست على من خرج من أبناء الجنوب للمطالبة بماء نظيف للشرب أقسى أساليب التعذيب والوحشية والسادية، كان ذلك بمثابة الصدمة لشعبنا في جنوب العراق، والإنسان بعد خروجه من حالة الصدمة تبدأ الأفكار تتزاحم في رأسه ويبدأ بمراجعة مواقفه وقناعاته الماضية ليصل إلى النتيجة القاطعة لذلك سقطت خرافة (حاكم شيعي للعراق)، أما على المستوى القومي فقد انتقلت كارثة العراق لأكثر من بلد عربي وسقطت في أتون الفوضى والحروب الطائفية، وبعد أن كان العراق يقاتل الفرس في عبادان وخرمشهر وخوزستان وصواريخ الحسين والعباس تقصف طهران أصبحت السعودية والإمارات تقاتل إيران وعملاءها في الحدود السعودية وفي البحرين واليمن وصواريخ إذناب إيران تضرب مدن السعودية؟؟؟!!!!، وأصبح حكام الخليج مضطرين لأن يرضخوا لابتزاز الفاشي ترامب الذي تخلى عن ابسط قواعد الدبلوماسية واللباقة وصار يصرح بذلك علانية إمعانا في الإذلال وإظهار لهمجية وقبح راعي البقر الأمريكي وتعطشه للمال والبترول، ونتيجة لذلك تجد أن مواقف شعبنا في الخليج العربي تغيرت تجاه صدام سواء نخب ومفكرين وعامة الشعب لأنهم يروا عجز أنظمتهم في ردع إيران واضطرارهم للدفع لترامب من ثروتهم وحتى من بنزين سياراتهم وفواتير الكهرباء والماء، بينما كان صدام وجيشه يحميهم وبالمجان !!!

نحن أمام صحوة ضمير او لنسميها تغير كبير في الوعي، فالشيعي في جنوب العراق(مع كرهي لهذا المصطلح) أدرك أنه انضحك عليه بأسم الدين وأن البعد الحقيقي للعراقي هو أخوه العراقي فالذي في واسط تجمعه نفس المأساة مع أخوه العراقي في نينوى وتكريت والرمادي، وأدرك أن الفارسي لا يمكن أن يأتي بخير للعراق، وأدرك الكردي أن الصهيونية التي شجعت على غرز خنجر في خاصرة العراق، وأدرك الخليجي الذي كان يتغنى بمصطلح (خليجنا أولا) أنهم ضعفاء جدا بدون عراق قوي كان بمثابة السد المدافع عن الأمة بأكملها، وأدرك اليمنيون أن المثل المتوارث في اليمن(يا فتنة بالعراق رب اكفنا شرها) لم يكن يقله الأولين اعتباطا فقد كانوا يعوا ما يمثله العراق فأي فتنة ستظهر بالعراق سيكون أثرها عليهم، وكدليل على ما قلناه ما عليك الا أن تذهب إلى موقع اليوتيوب وتبحث عن الفيديوهات الخاصة بصدام حسين لتجدها نسب المشاهدة عليها بالملايين و قم بقراءة التعليقات لتجدها على سبيل المثال (انا شيعي واحب صدام) او (انا كردي واحب صدام) والكثير ما يتعمد تحديد طائفته او قوميته او بلده ليثنى بعدها على صدام، وعليك أن تعرف مثلا أن إحدى أناشيد قادسية صدام وهي (يا كاع ترابك كافور) حصلت على 14 مليون مشاهدة !!!!

مما يوحي بحنين العراقيين لأيام كان هناك وطن يجمعهم دون طائفية وشوق لقائد كان بمثابة الأب والأخ الكبير لكل أبناء شعبه لا يميز بين أحد منهم .

لقد انتصر صدام رغم مرور 12 عام على استشهاده، لأن الفكر الذي ناضل من اجله منذ ريعان شبابه انتصر على الكذب والتضليل وتزييف الوعي .

لقد انتصر صدام لأن مبادئه التي ضحى من اجلها انتصرت على الدجل .

لقد انتصر صدام لأن صفحته بيضاء لم يدنسها بغدر او خيانة او ضعف او جبن، بينما تلوثت صفحات البقية .

لقد انتصر صدام لأن جميع الأقنعة سقطت وظهرت على حقيقتها وظل صدام ذلك البطل والفارس الذي لا يشق له غبار .

ليس شرط أن تنتصر أن تكسب الحرب وتدخل دخول الفاتحين، لكن الانتصار الحقيقي أن ينتصر فكرك ومنطقك على فكر ومنطق عدوك، فقد تضطرك ظروف معينة او اختلال في ميزان القوة المادية لخسارة معركة وتخسر فيها حياتك لكن فكرتك يجب أن تضل حية الأهم أن تكسب حرب الفكر، وعبر التاريخ كان الطغاة والمتجبرين حين يمسكوا بخصومهم يطلبوا منهم طلب استرحام منهم مقابل أطلاق سراحهم لكي يقضوا على رمزية خصومهم في نفوس مناصريهم، فقد طلب المستعمر الفاشي من عمر المختار حين وقع بالأسر أن يوقع على طلب استرحام ويعلن في بيان ولاءه للحكومة الفاشية في ايطاليا لكنه رفض ولم تنتهي القضية بموت عمر المختار بل انتصر فكر عمر المختار واستمر الشعب الليبي في نضاله حتى طرد المستعمر الفاشي ليحتفل اللبيبين بنصرهم ويعملوا تماثيل عمر المختار في كل مدينة ليبية ليتحول إلى رمز وطني وقومي لكل العرب، وانتصر فكر عبدالقادر الجزائري بعد وفاته ب79 عام وهو الذي أسس أول نواة لمقاومة الاحتلال الفرنسي، هكذا هم العظماء حياتهم لا تنتهي بالموت البيولوجي كأي بشر بل تبدأ بعدها حياة أخرى تظل فيها مبادئه وأفكاره ملهمة للأجيال من بعده، لقد انتصر صدام لأنه ظل ورفاقه ثابتين على مبادئهم بشجاعة وثبات وفي موقف نادر لم يستطيع العملاء أن يجدوا شخص من رفاقه في المحاكمة ينطق بكلمة على قائده انظروا مثلا الشهيد طارق عزيز رغم مساومته بمرضه ليقدح بقائده لكنه رفض، اي شجاعة عند هؤلاء وأي مبدائية عند هذه الثلة المؤمنة، لقد انتصر صدام لأنه تكون جيل في العراق والوطن العربي أعمارهم في العشرينات لم يعرفوا صدام ولم يعيشوا في عهده لكن صدام بالنسبة لهم مثلهم الأعلى وقائدهم .

لذلك يجب على العراقيين والعرب أن يجعلوا صدام هو أيقونة نضالهم في استعادة أوطانهم من براثن الشر والحقد الفارسي الصهيوني، وأن يحييوا روحية صدام ورفاقه المجاهدين وعلى رأسهم القائد الميداني للمقاومة العراقية عزة ابراهيم ومبادئه في نفوسهم فهي الكفيلة بتوحيد الأمة في مواجهة الأخطار الكارثية التي تهدد وجودهم كأمة .

0 التعليقات: