أخر الأخبار

.

عودة البرامكـــــــه


عودة البرامكـــــــه



عراق العروبة
مجيد الجنابــي


تجتاحنا الآن موجه من الشعوبيه فتكاد تعصف بنا عصفا .. فكما أتضحت حقيقة زيف أعتناق الشعوبيين للإسلام ستتضح حقيقة إرتداء البعض لوشاح المباديء والقيم وركوب موجة النضال وسيسقط عن وجوههم الكالحه قناع الزيف والخداع آجلا أم عاجلاً ان شاء الله ..

وهؤلاء الشعوبيين الجدد تجد الحقد يجثم على أكبادهم وتتقد نيران الغل وتستعر في قلوبهم المريضه وان الحسد يدفعهم لرفع كل فضيله عن الآخرين 
ليحاولوا أن يلصقوا بهم أي رذيله وأنهم يغلوا في القول ويسرفوا في الذم ويفجروا عند الإختلاف مع الآخر في الرأي وإني اجدهم كما البرامكه 
الذين تغلغلوا في مفاصل الدوله العباسيه بدهائهم ومكرهم وخبثهم وجعلوا جل مبتغاهم نشر الإشاعات وافتعال المشاكل والأزمات والتخطيط للمؤامرات 
والدسائس وبث الخلاف والفرقه بين الناس من أجل مصالحهم الخاصه حتى أنهم سيطروا على كل مفاصل الدوله العباسيه وتحكموا بشؤونها وأصبحت لهم 
سطوه جعلتهم يتمكنون من عزل هذا وتحجيم ذاك واجتثاث الآخر ليتحكموا بكل شيء من أجل تحقيق أمجادهم الشخصيه ومصالحهم الخاصه وذلك من خلال تسليم المناصب والامتيازات لأعوانهم وتقريبهم لكل من يشيد بهم وينسج عنهم الأساطير ويلمع صورهم أمام الآخرين فيحيطوا أنفسهم بنوع من الضبابيه وعدم الوضوح إلى حد التناقض مع أنفسهم من خلال ادعائهم الولاء للدوله وبين ما يخططوا له من أجل هدم الدوله وتدميرها والاستيلاء عليها حتى تنبه لهذا الأمر موسى الهادي فحذر الخليفه العباسي هارون الرشيد مما يكيد له البرامكه من مؤامرات ليضع خطه تطوقهم وتطيح بهم وبمخططاتهم وتشتت شملهم وتنهي نفوذهم وتصيبهم بنكبه دمرت كل طموحاتهم وأحلامهم التي حلموا بها ..

واليوم يعيد التاريخ نفسه من جديد لنجد بيننا بعض الشعوبيين والمتبرمكين المتأمرين الذين اتخذوا من سبل الغش والخداع والمكر والدهاء سلما لتسلق المسؤوليه بعد أن أزاحوا عن طريقهم كل وطني شريف ومناضل حقيقي غيور على العراق ومع انهم لم يقدموا لبلدهم أي شيء بل كان البلد بالنسبة لهم مجرد إمتيازات وحقوق يستفيدوا منها دون أن يقدموا له بالمقابل الواجب الذي يستحق فتنعموا بخيرات العراق العظيم في كل مراحل حياتهم وتخلوا عنه في أشد الاوقات التي مرت عليه وهو الذي لم يبخل عليهم في أحلك الظروف ذاك أنهم غادروا العراق مبتعثين اما للدراسة وأما للعمل في مفاصل بعثاته الخارجيه في وقت كان فيه أبناء العراق الغيارى يقاتلون دفاعاً عنه ليزفوا الشهيد تلو الشهيد وهم وأبنائهم يرفلون بعز وخير العراق في الخارج فلم تلفحهم نار الحرب الضروس مع الفرس المجوس ولم يمسهم أو عوائلهم جور الحصار الظالم الذي فرض على العراق ولم يدافعوا عنه أمام بربرية عدوان ثلاثيني غادر ولم يذوقوا مرارة احتلاله وبطش حكومة العملاء ومليشياتها بابنائه الشرفاء وهاهم اليوم يحاولون أن يجعلوا من رؤيتهم الظلاميه منهجا يلبسوا به نضالنا ومبادئنا وتاريخنا فاخذوا يحجمون هذا ويجتثون ذاك وينشروا كذبهم وافتراءاتهم في كل مكان بعد أن أصبحوا زمره يخططون وينفذون 
ما يتماشى مع مصالحهم الخاصه وأهدافهم وغاياتهم الدنيئه فهل سنجد من بين رفاقنا من يكون موسى الهادي ليفضح زيف هؤلاء أمام ولي أمرنا ويقول له .. 

ان كان البرامكه قد عملوا لصالح بني جلدتهم فإن بني جلدتنا سلخوا جلود رفاقنا بسياط الغدر والتآمر وخيانة المباديء دون وازع من ضمير وهل سنرى نكبه للمتبرمكين الجدد تعيد الحق لنصابه وتقتص منهم وتصلح مسار الأمور؟

فيينا

هناك تعليق واحد:

  1. سيحين ان شاء الله الوقت المناسب للقضاء على البرامكة الجدد ولتكن لنا همة مثل همة هارون الرشيد و عزمه (رحمه الله) حين بطش بهم بكل حكمة و تعقل و طهر الدولة العباسية من تغلغلهم مما اطال عمر الدولة قرون طويلة فاي تنظيم عربي سواء كان دولة او مجتمع او حزب و سمح لتغلغل امثالهم فسيكونون بذور نبتة ثمرتها الضعف و الدمار.

    ردحذف