أخر الأخبار

.

أفضلُ خيارٍ للسـّـنةِ الآن : لا أمريكا ولا إيران


أفضلُ خيارٍ للسـّـنةِ الآن : لا أمريكا ولا إيران 

عراق العروبة
هارون محمد



يتقافز بعض المحسوبين على السنة العرب، في تصريحاتهم الارتزاقية دفاعاً عن ايران، وكأنهم ببغاوات وفدت من كرمنشاه وهمدان، وتتداول مواقع إلكترونية وقنوات فضائية ممولة من الجماعات والكتل الشيعية، أحاديث لعدد من الخونة والأفّاقين وجميعهم بين مُجّندٍ او مُخبرٍ لدى قاسم سليماني، يُعلنون فيها أنهم على أهبة الاستعداد لمواجهة الأمريكيين إذا طاردوا مليشيات الغدر وفرق الموت الإيرانية، ويقف الثلاثي الراقص على جراح أهل السـّـنة: لطيف هميم ومهدي الصميدعي وخالد الملا، على المنصة ووجوههم مكسورة وأصواتهم مبحوحة وظهورهم مقوسة من آثار جزم العجم على مؤخراتهم، ينبحون لصالح مالئة جيوبهم وحاضنة سمسرتهم .

وفي المقابل انبرى بعض (المتأمركين) من أصول سنية وأغلبهم يقيم ويعمل ويعيش في الولايات الأمريكية، وأقاموا الدنيا صخباً وضجيجاً في دعوة السنة العرب إلى الاصطفاف مع الأمريكان في هجومهم (المرتقب) على أتباع إيران، واتخذوا من تحركات عسكرية أمريكية في قواعدها العراقية، التي تعاون نوري المالكي مع البنتاغون على إنشائها في المناطق والمحافظات السنية لأغراض مراقبة المقاومة الوطنية ورصد أنشطتها، مقدمة لانطلاق العمليات الهجومية المتوقعة، من دون أن يلمس الجمهور السني في بغداد والانبار وصلاح الدين والموصل وديالى وكركوك وشمالي الحلة والكوت أي مؤشرات بهذا الصدد، وكل الذي رأوه بالعين المجردة أن مسؤولي القواعد الأمريكية تعاقدوا مع مقاولين لتجهيزهم بالسمنت والطابوق والحديد لإدامة تلك القواعد وإصلاح ما تهدّم منها من أبنية وأسيجة لا غير .

وتأسيساً على ذلك، فان المطلوب من السنة العرب، إذا حصلت بالفعل مواجهة عسكرية امريكية مع المليشيات الايرانية سواء في الجغرافيا السنية أو في أي منطقة عراقية أخرى، أن ينتبهوا جيداً ويُبعدوا أنفسهم عن الطرفين ويلتزموا الحياد تماماً وعدم الانحياز إلى أي منهما على طريقة (بأسهم بينهم) واستذكار تلك الأعوام المليئة بالقهر والنار، عندما جاءت أمريكا بأقطاب الشيعة وقادة أحزابهم، ونصّبتهم رؤساء ووزراء ومسؤولين وقادة، وتولت حمايتهم والحفاظ على سلامتهم، وأكبر رأس فيهم كان يرتجف هلعاً من اسم الجيش العراقي، ويعملها على نفسه إذا تراءى له شبح صدام حتى في المنام .

السنة العرب في العراق ليسوا معنيين بما يحدث بين القوات الامريكية والأدوات الإيرانية، وأفضل موقف لهم هو التفرج من بعيد إذا حصل أي شكل من أشكال الاحتكاك أو الصدام، فالمسألة هي مجرد انقلاب مزاج الأسياد على العبيد، وتمرد العبيد على الأسياد، وإذا كان الســّـنة ينسون ما جرى لهم طوال السنوات الماضية فإنهم لن ينسوا، بالتأكيد، ما صنعه الأمريكان بهم، عندما استوردوا عناصر شيعية رثة من طهران ودمشق ولندن وأستراليا والدول الأوربية والاسكندنافية والولايات الأمريكية وكندا ومكّنوها من البطش بالملايين من الســّـنة الأبرياء والآمنين، وإصدار قوانين منحطة أبرزها اجتثاث البعث وحل الجيش وإلغاء مؤسسات الدولة وتسليم العراق إلى إيران تعبث به وتنكلّ برموزه الوطنية والقومية . 

ولأن قادة الاحزاب والمليشيات الشيعية ومراجعها، محتالون ومشعوذون، فانهم سيهبون لاتهام السـّـنة الواقفين على الحياد بين الأمريكان وأتباع إيران، بالجبن والانهزامية وربما بالخيانة الوطنية، فلا ضير من هذا الهراء، الذي يتقنه الملالي والدجالون، وهم أصحاب (كار) في التدليس والإفك والافتراء، فالسّنة العرب لهم فخر أنهم أول من تصدى للاحتلال وشكلوا مقاومة اعتمدت على الذات والامكانيات البسيطة، ومع ذلك فانها أقضّت مضجعي بوش الابن واوباما وأوجعت رامسفيلد وتشيني وبيكر ورايس وجنرالات الخمس نجوم، ودحرجت أركان اليمين المتصهين نحو الحضيض باعتراف الكونغرس والصحافة الأمريكية، في حين كان العملاء الشيعة يعملون أدلاء أذلاء للمحتل، وينبطحون على بطونهم لتقبيل بساطيل جنوده، وكانت مليشيات بدر وجيش المهدي ولطميات آل الحكيم وصبيان قيس الخزعلي وعاهات ابراهيم الجعفري و(دريلات) باقر صولاغ وعصابات نوري المالكي تنشط تحت حماية الدبابات وغطاء الطائرات الامريكية وتقتل السـّـنة على الاسم والهوية .

ويا أهل الســنة احذروا وحاذروا، إذا وقعت الحرب بين قوات ترامب والفصائل الإيرانية، والزموا بيوتكم وحافظوا على عائلاتكم، وتضامنوا في ما بينكم، وســدوّا آذانكم عن ســماع ما يقوله مراجع الاحزاب والمليشيات الشيعية وقادتها وأراذل السـّـنة الذين يريدون زجكم في معركة لا علاقة لكم بها، تحت ستار الدفاع عن الوطن وهم من باعه برخص التراب في عام 2003 ونهبوا موارده وسرقوا ثرواته على مدى خمسة عشر عاماً وما يزالون، والأمريكان من جانبهم يتطلعون إلى التعاون معكم بذريعة أنهم لدُغوا من عملائهم الشيعة، ويدعّون أنهم كانوا مخطئين في علاقاتهم السابقة معهم، ويرغبون في فتح صفحة جديدة مع السـّـنة، فلا تصّدقوا وغَلسوا، وعساها تشتعل بين الجانبين اليوم أو بعد يومين، آمين اللهم آمين .

0 التعليقات: