أخر الأخبار

.

زمن الخداع... اعتراف متأخر للبرادعي بان حرب 2003 على العراق كانت مدبره


زمن الخداع... اعتراف متأخر للبرادعي بان حرب 2003 على العراق كانت مدبره



عراق العروبة
أ.د. مؤيد المحمودي




صدر كتاب مؤخرا للبرادعي باللغتين العربية والإنجليزية عنوانه: زمن الخداع (موجود الرابط له أسفل الصفحه) يوضح فيه طبيعة عمله لمدة 12 عاما كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي منظمه تهدف الى منع الانتشار المدمر للسلاح النووي وتدعيم الاستخدامات السلميه للطاقه الذريه في العالم.ومايهمنا في هذا الكتاب هو الفتره التي أشرف فيها البرادعي على مراقبة برنامج اسلحة الدمار الشامل في العراق والتي سبقت بدأ الهجوم البربري على هذا البلد الامن في 2003.هناك ثلاث نقاط مهمه برزت في هذا الكتاب عن تلك الفتره والتي تستحق التوقف عندها :

1. لقد حاول البرادعي أن يبرأ نفسه من تهمة التواطؤ مع الامريكان في تلك المرحله لضرب العراق ويظهر نفسه بأنه حمامة السلام التي بذلت كل الجهود لحث العراقيين على التعاون الحقيقي مع المنظمه مقابل الطلب من مجلس الامن أن يمنحه الفرصه لاستكمال اجراءات التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل. لكنه من جانب أخر يعترف بأن قرار أمريكا بالحرب ضد العراق قد اتخذ قبل أن تبدأ عمليات التفتيش عن الأسلحة النووية بكثير. وهذا الاعتراف لايفسر سبب الحاحه على الجانب العراقي لاعطاء المزيد من المعلومات عن البرنامج النووي تحت ذريعة "ساعدونا كي نساعدكم" رغم فشل فرق التفنيش في العثور على اية أدله تثبت استمرار البرنامج النووي العراقي. وتأكيد الجانب العراقي على خلو البلد من هذا البرنامج تماما وعدم امتلاكه لمعلومات اضافيه أخرى حول هذا الموضوغ يمكن أن يزود بها لجان التفتيش. وهذا الالحاح العقيم من جانب اليرادعي قد خلق أزمه مفتعله بين الطرفين لا يمكن تفسيرها الا في اطار المماطله والتملص من منح العراق براءة خلو من النشاط النووي تحت حجة عدم الوصول الى قناعه تامه حول هذا الموضوع. وهذا التردد من قبل لجنة الطاقه الذريه قد استخدم كحجة من الجانب الامريكي في التشكيك بجدية القرار العراقي للتوقف عن القيام بنشاط نووي جديد. ولوكان البرادعي صادقا في أقواله ويسعى فعلا الى درأ الحرب التي كانت تبيتها أمريكا على هذا البلد لقطع الشك باليقين وبادر الى اتخاد قرارا ايجابيا عن النشاط النووي العراقي بالاستناداعلى الادله التي كانت متوفره لديه في حينها .

2. ان البرادعي يشير الى الرئيس السابق حسني مبارك على أنه المحرك الأساسي للحرب على العراق وإالذي ساند بقوة إدارة جورج بوش الابن لأنه كان يحمل ضغينة للرئيس صدام حسين.اذ يذكر البرادعي بانه طلب من مبارك قبيل الحرب على العراق التدخل لإقناع الرئيس العراقي بالتعاون الحقيقي مع مفتشي الوكالة والأمم المتحدة فأجابه مبارك (لا تقلق كل شيء على ما يرام) ولكنه بعد ذلك سرّب أخباراً للأمريكيين مفادها أن صدام يخبئ أسلحة بيولوجية في المقابر. كما يعتقد البرادعي ان مبارك حاول إستثمار حرب العراق مع الكويت ليخرج من أزمته الاقتصادية الطاحنة آنذاك بعدما فشل في الحصول على مساعدات من دول الخليج. ولكن هذه الحرب قد درت عليه أكثر من 12 مليار دولار مقابل موقفه وتحريضه ضد العراق. ولعل ما جرى في مؤتمر القمة في القاهرة 1990 كان بمثاية تحريضاً واضحاً على العراق وتدعيماً للحل العسكري ضده بعد أن بذل كل الجهود لمنع الحل العربي للمشكله بين العراق والكويت بالطرق السلميه.ويضيف البرادعي ان المعلومة الكاذبه عن ارتباط العراق بالقاعدة قد خرجت لأول مرة من داخل أقبية المخابرات المصرية في ظل رئاسة اللواء عمر سليمان لها وقد أوصلها الأخير بدوره إلى الإدارة الأمريكية التي رحبت بها ووجدت فيها أحد المبررات المهمه لدعم عملية الغزو على العراق.

3. يشن البرادعي في كتايه هجوما على إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ويدعو إلى فتح المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في حرب لم يكن لها داع في العراق بعد ان قام بوش بعملية تشويه بشعة للمعلومات التي كانت ترده قبل شن الحرب ضد بغداد. وهذا مااوصل بوش الى الإدعاء بملكية العراق لأسلحة دمار شامل رغم أن الأدلة التي جمعها المفتشون الدوليون لم تثبت ذلك . ان هذا الكلام جميل جدا ولكن البرادعي ينسى بانه أصيب بالخرس في حينها ولم يجرؤ على ذكر أي عباره من هذا القبيل أمام مجلس الامن، والتي كان بامكانها أن تضعف مبررات الحرب على العراق .

Kutub-pdf.net_V9iNYa

5/3/2019

0 التعليقات: