أخر الأخبار

.

انتخابات أبريل لاتحاد الأدباء العراقي


انتخابات أبريل لاتحاد الأدباء العراقي


عراق العروبة
وارد بدر السالم


صراعات الانتخابات المستترة والمعلنة بدأت منذ أيام، عندما أوصى المقر العام لاتحاد أدباء العراق فروعه في المحافظات أن لا تستضيف أي مرشح بقصد الترويج له، حتى يحين موعد الانتخابات التي ستجري قبل نهاية شهر أبريل الجاري، عندها يكون أدباء العراق على موعد مع مساحة من الحرية وإن شابَها بعض الالتباس لاختيار هيئة إدارية جديدة.

ستبدو العملية الانتخابية في ظاهرها طبيعية ضمن الجو الديمقراطي العام؛ لكنّ باطنها غير هذا في جو سيخرج هذه الأيام عن “أدبيته” قليلاً أو كثيراً ليصل إلى طائفيته ومناطقيته وحزبيته في تجمعات سرية أو شبه ذلك لإسقاط “الآخر” والاستحواذ على هذا المكان الشكلي الذي سيتبارى من أجله 94 شاعرا وروائيا وكاتبا وباحثا وأستاذا جامعيا. بينهم 15 امرأة و23 من حملة الشهادات العليا من ضمن المتنافسين في انتخابات أبريل.

ومع مناصرتنا للصوت النزيه الحر نؤكد على الحالة المهنية قبل الأدبية والحزبية والمناطقية، ومع تفعيل شعار “التغيير” الذي بات شعارا شعبيا حتى لا يلتصق الكرسي بالمسؤول أو بالعكس، مع يقيننا بوجود نزعة مبالغ فيها يتردد بموجبها أن اتحاد الأدباء هو اتحاد شيوعي ولا مكان لغير الشيوعيين فيه ممن سيستلمون قيادته، ومع أنّ النبرة خافتة حتى الآن إلا أنها تتردد في مجالس الخمر والمقاهي الأدبية بصيغة أو بأخرى. وحتى التسمية “اتحاد الجواهري” التي يُتَقصّد من تكرارها ويرددها الاتحاديون الجدد هي تسمية موارِبة تحيل إلى شيوعية الجواهري مع أن الجواهري لم يكن شيوعياً بالمعنى المتعارف عليه تنظيمياً. وإنّ حصر الجواهري بعظمته الشعرية تحت بند حزبي هو تهميش لوطنيته المعروفة، وبالتالي فإن “تمرير” هذا الأسلوب ليس في صالح الحالة الأدبية وانتخاباتها، ومع تأكيدنا الثابت أن لا شيوعيين في اتحاد الأدباء ولا بعثيين ولا إسلاميين، وأنّ المكان لجميع المبدعين، ولا يمكن أن ينتمي إلى أي طيف سياسي لو حافظنا على التوجه العام لمساره الطويل.

أما “الآخر” الذي تستهدفه شلل الانتخابات فهو أديب أيضاً له ما لغيره من حقوق وتطلعات وآمال بأن يكون بخدمة الطيف الواسع من الأدباء. وفي الحقيقة فإن المتصيدين بالماء العكر والمحارَبين سراً معهم لا يستطيعون انتشال الواقع الأدبي عبر الانتخابات أو غيرها؛ لأنه واقع بلا فرضيات معقولة بهذه الصيغة الانتخابية. وإنّ اتحاد الأدباء ليس “مصنعاً” لتخريج الموهوبين والمبدعين، لهذا سيبقى؛ في حدوده القصوى؛ مكاناً خاصاً للأصبوحات الأدبية التقليدية ومكاناً خمرياً للأمسيات وفسحة للشباب الحالمين. وهذه ليست فرضية واحتمالية بل هي حقيقة تاريخية منذ زمن الجواهري حتى اليوم.

لذلك نجد أن التنافس بين 94 أديباً حاصل وبشكل طبيعي ضمن تكتلات سرية مع وضوحها للجميع، في مقدمتها ما يسمون أنفسهم بـ”الشيوعيين” الذين استحوذوا على الاتحاد ويحاولون اجتياز المصاعب المتوقعة في الانتخابات المقبلة؛ وهي مصاعب افتراضية في الأحوال كلها، على أساس وجود منافسين أقوياء بقوائم مغايِرة، يعدّونهم من “خانة” غير شيوعية. بل جاهروا بالقول بأنهم قائمة “بعثية” لذا يحاولون إسقاطهم وتخوينهم لهذه الاعتبارات في جو ثقافي لا يتعاطى مثل هذه التسميات ظاهرياً في الأقل، وإنّ الحياة السياسية الجديدة تطمح إلى جمع الأضداد وإن الانتخابات هي تجمع أدبي أخلاقي لا علاقة له بحزبيات قديمة أو جديدة، على أساس الإبداع والمهنية فهما الضمانة الأكيدة لانتخاب هذا أو ذاك بدلاً من محاولات التسقيط والتشويه والتهميش والتخوين.

0 التعليقات: