أخر الأخبار

.

انا .. وانتخابات إتحاد الأدباء .. وقضية الـ ” قوائم ” (الجزء الثاني)



انا .. وانتخابات إتحاد الأدباء .. وقضية الـ ” قوائم ” (الجزء الثاني)


عراق العروبة
جواد الحطّأب



تساءل بعض الأصدقاء في بعض ردودهم على منشوري – الجزء الأول – لماذا أرفق ما أنشره بوثائق “ورقية”، او آتي بـ”شهود” ما زالوا موجودين في الساحة، واسماؤهم وعناوينهم معروفة للجميع !!


وكنت أجيب: بأنّنا نعيش في زمن الخداع العام، وتزييف الوجوه، والمستمسكات الشخصية، وحتى التاريخ العائلي، للوصول الى المكاسب المادية التي ترفضها النزاهة – نزاهة الإنسان وليس نزاهة الدوائر المشكوك فيها أصلا – لذلك أحرص أثناء الكتابة على ان تمشي أحرفي وهي تُمسك بشمسها الصغيرة : الدليل

من ناحية أخرى، (ودعوني هنا أفضح بعض نواياي في مثل هذه الكتابات)، هو انني اكتب لتاريخي الشخصي الذي أقدّمه لأصدقائي الذين أتبادل معهم المحبة والأخاء، لأولادهم ولأولادي، الذين اتمنى ان يضعوا منشوراتي هذه أمام أعين أولادهم هم أيضا، فـ”المواقف” تربية، والمواقف “إرث عائلي” وفضلا عن هذا وذاك هي “هويّة” وعنوان إنتماء، من الواجب ان تتداوله الأجيال لتحصين ضميرها من كلّ ما يشين أو.. يثلم.

ومن أجل هذا سأسرد هذه الواقعة الموثّقة بشهودها :

مرّة ، كنت أنا والصديق الشاعر ” عبد الزهرة الديراوي ” جالسين في مقهى ” حسن عجمي ” وأذكر ان الوقت كان بعد نهاية الدوام، لأنّي كنت معتادا إرتياد المقهى، بعد ان يخفّ ضجيج الزبائن .. وصادف ان وجدت الديراوي -بلا موعد- فجلسنا نتحدث في الشأن الأدبي المعتاد، وإنتخابات الإتحاد القريبة ( حيث كنّا مقبلين عليها، كما الآن )، والأسماء المطروحة، والمرشّحة .. وما الى ذلك.

الشاعر السبع عبد الزهرة الديراوي
في هذه الأثناء توقفت امام المقهى سيارة “لاندكروز” عسكرية حديثة ومظلّلة، وكانت هذه السيارات في التسعينيات تبعث على القلق، حالها حال سيارات الميليشيات اليوم.

هبط من هذه اللاندكروز شخصان يرتديان ” الزيتوني ” وتوجّها نحونا، أنا وعبد الزهرة، وسألاني للتأكد ” جواد الحطاب “؟

فأجبت .. نعم

قالا تفضل معنا !!

وحين سألت الى أين .. ردّا : “الأستاذ” يريدك بـ”دائرة التوجيه السياسي” !!

كان لقب ” الأستاذ ” لوحده يثير الريبة، فكيف اذا قرن بـ”التوجيه السياسي”.. وكان لابدّ علي ان اذهب معهما، لأن اللهجة ، وطريقة نطق الحروف، توحي بالأمر، والإصرار..

وخوفا مما يمكن ان يحدث من ردّ فعل في حالة الممانعة، وتحميل رفضي ما لا يحمد عقباه في “دائرة التوجيه” طلبت من الصديق الشاعر عبد الزهرة الديراوي ان يأتي معي، ففي الأقل يكون شاهدا على ما سوف يجري.. فمن يدري !!!

و….صعدنا ..
الراحل الكبير محمد الجزائري

طوال الطريق انا والديراوي، كنا نتبادل النظرات فقط، فلا أحد يعرف ما المطلوب او ماذا يُراد منّي في “التوجيه” حتى توقف السيارة في بنايتها.

بعد دقائق وجدنا نفسينا أمام غرفة مكتب عليها يافطة ” رئيس التحرير”، فحصل يقين في داخلي، بأنّ لقائي الأول سيكون مع “الأستاذ” الذي كان يرأس جريدة القادسية في تلك الفترة، وفعلا حين فتح الباب كان (….) هو الجالس في صدر المكتب، وأشار الينا بان نجلس .. فجلسنا.

قال ” رجل الميز ” وبلا مقدمات : جواد .. انت “تشتم” عضو القيادة وامين السرّ.. وتصفه بـ(…..) وهذا لوحده سيعرضك الى السجن لـ 10 سنوات في الأقل، وخوف أن تنكر لدينا “أشرطة” تسجيل لشتائمك !!

.. ولا أنكر انني كنت أقرن أسم هذا الرجل بصفات ” قليلة التهذيب ”

ولذلك لم يكن أمامي أيّ مجال للتهرّب من الحقيقة التي كان يقولها رئيس التحرير،وان كان ذلك لم يمنعني من محاولة أن أدّعي بأن ذلك كان من قبيل المزاح، والا فأني احترم “الرفيق”، واحترم تاريخه السياسي .. وما أقوله احيانا .. ليس سوى كلام لا أقصد منه الإساءة !!..

لكن قضية الـ” تسجيلات ” وهي تحت يد المتحدث، وبإمكانه إرسالها الى الجهات الأمنية، قضية لا تحتمل المزاح أو المراوغة !!

فسألته : وما المطلوب مني ؟!!
المبدع الكبير عيسى الياسري
كان الصديق الشاعر عبد الزهرة الديراوي جالسا بجانبي، ويسمع ما يدور من حوار، (وهو الان على قيد الحياة، أمد الله في عمره) وبإمكان أي من يريد التأكّد من الواقعة الاتصال به، أو مقابلته في الإتحاد، فهو من مرتادي أنشطته الثقافية، فضلا عن انّا استعدنا الحادثة – اليوم – حين كنّا في احتفائية الشاعر المبدع “قاسم محمد مجيد” في جمعية الثقافة للجميع، بحضور جمع من الأدباء.

قلت للـ”أستاذ” وما المطلوب مني ؟

قال وبلهجة استنكارية ” جواد .. انت ترشّح نفسك بانتخابات إتحاد الأدباء ضد ” قائمة الحزب ” ؟!!

مضيفا ” تعرف احنه بالنضال السلبي ما كنّا نسلمها بسهولة.. اليوم .. تتوقعون تاخذوها عيني عينك ) !!..

حاولت ان ” أداهر ” الرجل .. بان الأجواء ديمقراطية وهذا هو المراد .. فقاطعني بحدّة : هاي عوفها جواد .. هاي مالاتنه !!

فسألته وإذن ..؟

قال : تسحب ترشيحك من الإنتخابات، وتحترم نفسك، والا تتبهذل والـ”أشرطة” تحت ايدي !!

ولم يكن امامي الا ان أقول له وبجبن لا انكره .. اعتبرني من هاي اللحظة منسحبا ..

و.. ” لابو الأتحاد. لابو اللي يرشح اله “.

لنخرج انا والديراوي، من دائرة ” التوجيه السياسي” ونستنشق الهواء بعمق . .
الناقد المبدع د. ضياء خضير

ومع هذا ..

في الانتخابات التي تلت هذه الإنتخابات، بعد أكثر من عامين رشّحت نفسي ثانية ضد ” قائمة الحزب ” أنا ونخبة من خيرة مبدعي العراق المعروفين، وفزنا، ولكن لأنّ لدينا الكثير من الإعتراضات على من صعد معنا بطرق عليها الكثير من علامات الإستفهام – كما حدث في السنوات الأخيرة -، أضربنا عن حضور إجتماعات المجلس المركزي، ففصلنا وبمحضر إجتماع ترونه الآن مرفقا بهذا المنشور..

وانتهز فرصة نشره بعد ما يقرب من 20 سنة، لأرفع يديّ عاليا بالتحية للنبلاء الذين اضربوا عن الحضور وبشجاعة، لا أرى مثيلا لها اليوم في وسطنا الأدبي المهادن – للأسف – على الكثير من حقوقه واستحقاقاته “النقابية” ..

يا عيسى الياسري

ويا حميد المختار

ويا د. ضياء خضير

ويا محمد الجزائري المقيم في الذاكرة

وأنت يا صديقي ” عبد الزهرة الديراوي ” يا لشجاعتك وانت ترافقني لرحلة ربما كانت تقودنا الى مجهول، لكنك كنت ” كدّ ” الصداقة .. فما أبهاك .
الروائي المبدع حميد المختار

بقيت لي كلمة ..
أنا “جواد الحطاب” المرشّح لهذه الدورة الإنتخابية استجابة للكثير من اصوات الأدباء في بغداد والمحافظات..

أقول وبوضح كامل: ايها الأصدقاء .. أنا بي “حسّاسية ” ضد القوائم، أيّة قائمة ، وأكرهها بقضّها وقضيضها..

فلا يدّعي عليّ “بعض الفاشلين” بأني أمثّل “جهة” أو “قائمة” معيّنة، لأنّي أخوض هذه الانتخابات و: أسمي .. قائمتي ..

أسمي، قائمتي..

وما وجود إسمي مع هذه المجموعة أو تلك، الا لتوافق الإصرار على إحداث التغيير، وبشكل عفوي لا نيّات سياسية وراه.

ولا يهمني الفوز بقدر ما يهمّني إلقاء حجر في المياه الراكدة التي علت رائحتها حتى أزكمت الأسئلة، خصوصا في الجانب المادي لميزانية الإتحاد الـ”مليارية” والتي لا أحد يعرف اين تذهب، ولا من هو من الأدباء المحتاجين قد نال رضاها، حالها حال الموازنة العراقية !!
..
و.. لي عودة الى موضوع “القوائم” في جزء ثالث قريب، وبالشهود كذلك .

0 التعليقات: