أخر الأخبار

.

أصداف : ماذا جنت أميركا من حرب العراق؟


أصداف : ماذا جنت أميركا من حرب العراق؟


عراق العروبة
وليد الزبيدي



لا أعرف على وجه الدقة حجم التساؤلات في الداخل الأميركي عن أهداف الولايات المتحدة التي حققتها من جراء غزوها للعراق في ربيع العام 2003؟ لكن ما هو مفروغ منه أن انتقادات واسعة تتعرض لها إدارة البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بسبب إصراره على الخيار العسكري في حسم قضية العراق، وأن حجم الانتقادات قد وصل أعلى درجاته عندما استخدم قضية غزو العراق الرئيس الأميركي الذي خلف بوش في رئاسة الولايات المتحدة باراك أوباما، وعمل جاهدا لإغلاق ملف العراق بصورة شبه نهائية عندما أعلن في تشرين أول من العام 2011 سحب كامل القوات الأميركية من العراق قبل نهاية ذلك العام، وتحقق ذلك بالفعل حيث غادرت الحدود العراقية آخر كتيبة من القوات الأميركية تحت جنح الظلام ليٌعبّر جنود تلك الوحدة عن فرحهم وسرورهم لأنهم سيصلون عوائلهم بسلام.

حتى هذه اللحظة وبعد مرور ستة عشر عاما على الغزو الأميركي للعراق لم تكشف إدارة البيت الأبيض عن الخسائر الحقيقية في العراق، في حين اعتبر المختصون أن أطول فترة أخفت فيها إدارة البيت الأبيض خسائر حرب عن الأميركيين كان في حرب فيتنام، حيث تم الكشف عن تلك الخسائر بعد سبعة أعوام فقط، وكان العام 1982 هو الوقت الذي ظهرت فيه الخسائر الحقيقية التي تكبدتها الولايات المتحدة في حرب فيتنام التي انتهت بهزيمة الولايات المتحدة في نهاية نيسان – أبريل من العام 1975، وقرأ الخبراء ذلك التأخير كل تلك الفترة لتهيئة الأجواء النفسية داخل الشارع الأميركي, لتقبل حجم الخسائر في حرب لم تحقق فيها إدارة البيت الأبيض إلا الخسائر والهزيمة الكبيرة أمام مقاتلي الفيتكونج من المقاومين الفيتناميين، الذين صمدوا بوجه الغزو الأميركي لبلدهم، وقد حصلوا على دعم دولي هائل ساعدهم في تحقيق النصر في نهاية المطاف.

تتضارب المعلومات بصورة كبيرة عند الحديث عن حجم الخسائر الأميركية في حرب العراق، فالبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع (البنتاجون) تشير إلى أن عدد الخسائر البشرية بين القوات الأميركية لم تصل خمسة آلاف قتيل، في حين تتحدث مقارنات وقراءات ميدانية ومعلومات ذكرتها فصائل المقاومة في العراق إلى أن العدد تجاوز سبعين ألفا، مع مئات الآلاف من الجرحى والمعوقين جسديا ونفسيا، ومن المعروف أنه ومنذ الأشهر الأولى للاحتلال أمر الرئيس بوش الابن بمنع التغطيات الإعلامية لوصول جثامين الجنود والضباط الذين قتلتهم المقاومة العراقية.

وبالنسبة للخسائر المادية، فإن التعتيم يلازم هذه القضية أيضا، وظهرت إحصاءات وبحوث ودراسات تؤكد أن الخسائر ضخمة جدا، على سبيل المثال يذكر الخبير الاقتصادي الكبير لورنس ليندزي أنه وحتى منتصف العام 2008 تكبدت أميركا ما يصل إلى ثلاثة آلاف مليار دولار، وهذا ما ذكره في كتابه الشهير الذي صدر بعنوان (ما رفض الرئيس الأميركي تعلمه أرغمه العراقيون على تعلمه) وليندزي شغل في العام 2002 منصب المستشار الاقتصادي للرئيس بوش.

الرئيس دونالد ترامب ذكر عدة مرات أن خسائر أميركا تجاوزت سبعة ترليون دولار في العراق.

مقابل ذلك تركت أميركا العراق من جراء الغزو تذروه الرياح ويعبث به المخربون والعابثون وبلد يقف في مقدمة الدول الفاسدة إداريا وماليا وفي قمة الدول الفاشلة.

0 التعليقات: