أخر الأخبار

.

أصداف : خمسة رؤساء و”المهمة” المستحيلة


أصداف : خمسة رؤساء و”المهمة” المستحيلة


عراق العروبة
وليد الزبيدي



تعاقب حتى الآن خمسة رؤساء في البيت الأبيض دون أن يتمكنوا من “إنجاز المهمة في العراق”، ولن يتمكن سواهم من ذلك.
ومضى على بداية هذا المشورا عشرون عاما، لم تتوقف خلالها الولايات المتحدة بكل إمكاناتها من العمل على إنجاز تلك ” المهمة”.التي تبين أنها “مستحيلة”.

في أغسطس من العام 1990م أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب عن “مشروع الحرب على العراق”، وبدأ حشد قدرات أميركا ومعها الكثير من دول العالم، ومطلع العام 1990م وقبيل شنّ الحرب على العراق أعلن وزير الخارجية الأميركية جيمس بيكر عن إصرار البيت الأبيض على “إنجاز المهمة”من خلال تدمير بلاد الرافدين بالكامل وإعادتها إلى العصور القديمة، وقد يقول البعض أنهم حققوا “هدفهم” ودمروا البلاد وشردوا العباد، لكن الحقيقة أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم الدفينة، ورغم هذا الزلزل المتواصل الذي يتعرض له العراق منذ عقدين، إلا أنه ما زال يقف بوجه ذلك حتى وإن نزف الجرح طويلا وكثيرا.

كانت البداية في زمن بوش الأب حرب العام1991م، التي طالت البنية التحتية في العراق ورسمت الخطوة الأولى على طريق “إنجاز المهمة”.

في حقبة خليفة بوش الأب، التي تولى فيها الرئيس بيل كلنتون رئاسة البيت الأبيض، وجّه عواصف الحصار بكل ما يستطيع لتواصل العصف بالعراق، ولم يكتف بذلك فقد زاد عليه بشن حرب في أواخر العام 1998م، لكنه وفي نهاية المطاف غادر البيت الأبيض وبقي العراق.
لم تغادر عائلة بوش البيت الأبيض طويلا، فقد عاد جورج دبليو بوش الابن، ليتولى الحكم ويضع السموم والسهام، ويدفع بكل الرعد والغيوم بهدف القضاء على العراق، ولأن جميع الخطوات الهائلة السابقة لم تحقق هدفهم الأكبر في العراق، لا الحرب المدمرة في العام1991م ولا الحصار المنهك القاسي الواسع طيلة أكثر من عقد، فقد لجأ هذه المرة إلى الحرب والغزو والاحتلال.

وبعد ثلاثة أسابيع من احتلال العراق سارع الرئيس بوش الابن لإعلان ما عملوا على تحقيقه، إذ أعلن في الأول من مايو العام 2003 عن “إنجاز المهمة” في العراق.

لكن الرئيس باراك أوباما الذي خلف بوش الابن، اعترف أكثر من مرة بأن غزو العراق كان خطأ فادحا، وأن الولايات المتحدة قد تكبدت خسائر فادحة من جراء ذلك، معترفا بأن الولايات المتحدة وكل الدول التي ساهمت في حصار وغزو العراق بعد ذلك لم تتمكن من كسر” شوكة” العراق، رغم كل الذي حصل ويحصل في بلاد الرافدين.

الرئيس دونالد ترامب يعمل على معالجة الكثير من جراح أميركا في العراق، لكنه غير قادر، وكل ما يردده الأميركيون الآن إلقاء اللوم على السابقين الذين قرروا تدمير هذا البلد، ودفعوا بكل ما يملكون من قوة عسكرية واقتصادية وإعلامية بغرض “إنجاز المهمة” لكنهم لم ولن يتمكنوا..

0 التعليقات: