أخر الأخبار

.

العراق والإحتلالات ونحن ، حالة فريدة غير مسبوقة. تستوجب علينا خمسة لاآت ، وخمس وصايا


العراق والإحتلالات ونحن ، حالة فريدة غير مسبوقة. تستوجب علينا خمسة لاآت ، وخمس وصايا


عراق العروبة
د.قحطان الخفاجي 



كي لا يختلط الأمر علينا، كي لا نبقى نتقاذف اللوم والتهم، والخصم يستقوي بما ندعي ونلهوا. فيتوارى عراقنا غرقأ من فيض نزفنا ، وخصومنا تمرح فوزاً بيننا .

كي لا نشتم بعضنا بما نؤمن به ، ونكفر بعضنا بما نضمر من قناعة منغلقة طاردة يغذيها كرهٌ استحكمت حلقاته لفرط جهلنا وأنانية بعضنا . فنظيف بذلك على حالتنا المتردية، عقداً أخرى تثقل علينا وترهقنا . لا سيما وان الشأن العراقي شان غير مألوف ، وحالة نادرة ، فهو بلد مستقل ومزدوج الإحتلال بالوقت ذاته. وهو حرٌ وتابع . وهو عربي و"أعجمي" . وهو بلد ديمقراطي استحكمت دكتاتورية العوائل فيه. فالعراق للأسف أقرب لحالةِ تشويهٍ مستدامه ، تعتاش عليها أنانية متشظية، وولاءات لا تعرف دجلة والفرات .
ولكي لا تختلط علينا الأمور. مع بديهية وجوب رفض الإحتلال الأجنبي، وأحقية كل مواطن بذلك. يجب أن تكون الدعوة لرفض الاحتلال، في محلها وحجمها الحقيقي ، لا بقالب توظيفي نفيعي، ولا امتطاءٍ مغرضٍ لمسعى إستباقي إنتهازي. 
ولكي يكون رفض الإحتلال، موقفاً وطنيا حقيقياً متزناً. أليكم خمسة لاآت ، وخمسة وصايا، علمتني إياها آهات وطني وتَعثر مسيرة أمتي . أما اللاآت فهي :- 

١- لا يرفض التدخل الخارجي، من جاء عبر التدخل الخارجي . أو إحتمى لاحقاً بتدخلٍ آخر . وأستقوى به وتمكن وأستحكم . إلا من ندم منهم ، وأستغفر الله ثم أستغفر للشعب واستعطفهم. وقدم دمه وماله و"عقله" للشعب ، وأصطف حيث يرى الشعب ويريد. لا حيثما يريد هو . 

٢ - لا يرفض التدخل الخارجي، أي طائفي أو مذهبي أو عرقي عنصري، أو إمعة.، أو مناطقي أو عشائري لايعرف من أصولها سوى مظاهر طارئةٍ مستهجنةٍ . فهؤلاء وما يسعون اليه هم أدوات التدخل الخارجي وغايته، سواء أكانوا يعلمون ذلك، أو لا يعلمون . 

٣ - لا يرفض التدخل الخارجي، من لا يفقه القانون والعرف الدوليين. ولا يفقه عملية توازن المصالح ، خصوصاً في الظروف غير الطبيعية، كحالة الإحتلال التي يعيشها العراق منذ ٢٠٠٣ فرفض كهذا ، هو أقرب لدعاءٍ مغرضٍ غير متزن، ورؤية قاصرة، ستختلط الأمور بظله حتماً ، وتتداخل تداخلا مشوهاً . 

٤ - لا يرفض التدخل الأجنبي أو الإحتلال ، من لايملك رؤية وطنية علمية عملية، منطلقة من حالة المواءمة بين حالة الوهن القائمة للعراق ، وبين ضرورة خلاصه من الإحتلال وبراثنه، وابعاده عن التدخلات ، أو الذي يركب موجة الرفض لمصلحة آنية كالحفاظ على ما حاز عليه، أو غنم ، او لغاية أنانية مستقبلية. فرفضٌ كهذا يُدخل العراق بنفق أكثر ظلمة ووعورة .
٥ - لا إنتقائية في تقييم التدخل الخارجي، أو محابات او إزدواجية المواقف .أو إستعانة بمحتلٍ على محتلٍ آخر . فرفض الاحتلال موقف له دلالته الوطنية، وبخلافه هو، أما نفاق أو حقد أو ضلالة وتضليل . 

اما الوصايا الأربعة فهي :- 

١ - كل وجود عسكري مفروض، أو وتدخل واسع مفضوح، هما إحتلال واعداء وقح، وان إكتسىيا مسمى آخر . ورفضهما القاطع وإستهجانهما هما أولى متطلبات الإنتماء الحقيقي للوطن، ومن أسس متطلبات وضوح المنهج السليم والسلوك الصحيح .

٢ - العراق محتل امريكياً منذ ٢٠٠٣، وخاضع للوصايا الأممية. ومحتل إيراناً ايضاً. والعراق أوهن بلدٍ محتل على مر التاريخ ، وحكومته أضيع من الأيتام على مأدبة اللائام . وشعبه بين مخدوع وسابت، فغاب عن حاضره لدرجة يكاد فيها يتتصل من فعل أجداده في ثورة العشرين . 

عليه يتوجب على من يتصدى لفعل وطني بشأن الاحتلال، أن لا يغفل هذه الحقائق المرة . 

٣ - لابد من تكامل الجهد الوطني بالداخل مع الجهد الوطني في الخارج ، لرفض الإحتلال و/أو التغيير . 

٤ - حذاري من الوقوع في فخ الطمع بالزعامة ، وإستعجال الخطى إليها. فذلك تشوية في المنطلق، وتمزيق لوحدة الصف، ومهلك للساعين إليها. وعليكم الإنتماء للعراق والتضحية له. فهما فقط من سيرفعان المكانة، ويعززان المواقف. وسوف يثبت الشعب من يستحق الزعامة تثبياً دائماً،. كما تثبتت زعامة جيفارا وهوشمنه وغاندي وتيتو . 

٥ - التعامل الآن مع المجتمع الدولي بشأن خلاص العراق، يختلف عن التعامل مع أمريكا أو حتى المجتمع الدولي قبل ٢٠٠٣، حتى لو كان تحت حجة "تحرير العراق" فسابقاً لم يكن العراق محتلاً، عليه فالتعامل معهم حينها تعاون من أجل الإحتلال لا ضدة أو لاحتواء تدخل خارجي آخر. وتلك خيانه صريحة للعراق .

أما التعامل مع المحتل بظل الإحتلال، من أجل إيقاف حالات التدهور للوطن ومحاولة خلاصه ، هي ضرورة مفروضة بحكم الواقع . شريطة الإحتفاض بموقف الرفض المبدئي للاحتلال، واي شكل من أشكال التدخل، ومن أي جهة كانت. فهكذا تعاملت فيتنام وغيرها مع المحتلين. وهكذا كان عبدالمحسن السعدون و بكر صدقي ورشيد عالي الكيلاني، مع الإحتلال البريطاني ، حيث كان الوطن شاخصاً أمامهم، فحازوا على رضى الشعب وخلدوا.
هذه الاآت والوصايا، هي لي، ولأبناء بلدي المحتل والمسلوب في الضحى ، عساها تبدد حالات التضليل والتدليس، من حالات الإيجابية الواقعية العلمية لخلاص وطننا العراق . مما يكابد ويعاني .
والله الموفق .

0 التعليقات: