أخر الأخبار

.

شيعة السلطة سياسيون تافهون.. ولقيادة العراق لا يصلحون



شيعة السلطة سياسيون تافهون.. ولقيادة العراق لا يصلحون!


عراق العروبة
هارون محمد



أن يُصنّف شيعة السلطة في العراق، عدنان الزرفي عميلاً للمخابرات الأمريكية، ويصفون مصطفى الكاظمي، بأنه شخصية مستقلة، فالمسألة تحتاج إلى الاستخارة بمسبحة، تُشبه مسبحة إبراهيم الجعفري، التي تحدث عنها باقر صولاغي، إلى زميلنا حميد عبدالله، ويفضل أن تكون خضراء اللون، مثل التي يستخدمها، (الروزخونية) ويقف نوري المالكي، هذه المرة، وعلى يمينه هادي العامري، مراقباً، ويبدأ بسحب الحبات، واحدة تلو الأخرى، عميل، لا (مو) عميل، وتنتهي الاستخارة، بالحكم على عدنان، بأنه عميل أصلي، بينما مصطفى، بديل وطني.


وابتداءً.. فإن صفحة الزرفي قد طويت، وكان على بعد أمتار، من تشكيل حكومته، بعد أن أحدث اختراقاً عريضاً، في جبهة العامري والمالكي المتداعية، لولا أنه تخاذل، في اللحظة الأخيرة، وخضع لإرادة رئيس كتلته، حيدر العبادي، الذي يخاف من ظله، وتلك حكاية متروكة للقابل من الأيام، تكشف تفاصيل ليلة الأربعاء على الخميس الماضيين، وما جرى فيها.


وعموماً.. فقد تصدر مصطفى الكاظمي، المشهد السياسي، وهو من أسرة شيعية عربية، ولد في الكاظمية في العام 1967، بعد أن انتقل والده لطيف مشتت، الموظف في دائرة الري، في الشطرة، بدرجة (مساح فني) إلى بغداد، وهو ليس من أصول إيرانية أو فيلية، كما ضجت صفحات للتواصل وبعض المواقع، وليس دفاعاً عنه، فانه (غريباوي) وهي عشيرة، تقطن في مناطق الفرات والغراف، وعائلته متمدنة ومتعلمة، ويكاد يكون مصطفى الوحيد فيها، الذي لم يُكمل تعليمه الجامعي، فأشقاؤه وشقيقاته، تخرجوا من الجامعات، وعملوا في وزارات الإسكان والصحة والتجارة (مالك وعماد وجمال وصباح)، في حين اشتغلت شقيقته (يسرى) في إحدى المؤسسات العلمية، وثمة روايات متناقضة عن دوافع هروب مصطفى، إلى شمال العراق في العام 1985، بعد أن أنهى دراسته الإعدادية، وهجرته إلى السويد لاجئاً، وهو في عمر المراهقة، علماً أن المعلومات المتداولة عن أسرته، وفقاً لأصدقاء والده، وأحدهم مفتش تربوي متقاعد، وانسان محترم، فان المرحوم لطيف مشتت، الذي توفي في الكاظمية في العام 2001 عن عمر تجاوز السبعين، رجل (مستور) ومثقف، تعب على تعليم اولاده وبناته، وينقل عن صديقه هذا، أن لطيف مشتت، كان عروبياً في نزعته وتوجهاته، وقد سمى ولده الثالث، جمال، محبة بالرئيس جمال عبدالناصر، وأطلق على ابنته اسم يسرى، إعجاباً، بالمناضلة البعثية يسرى سعيد ثابت، ومما يدلل على رصانة أشقاء مصطفى، أنهم توزعوا في السويد وألمانيا واليونان والدنمارك، ولم ينخرطوا في أحزاب المعارضة الرثة، باستثناء مصطفى، الذي استقر في آخر مطافه في لندن، وسكن في منزل متواضع في أحد أحيائها الشعبية (هرو).

ولا يُنكر الكاظمي، وهو ينشر مقالات صحفية مقتضبة، ويُجري مقابلات تلفزيونية متباعدة، في العاصمة البريطانية، هواه الأمريكي، وكان قريباً من كنعان مكية، وهو أحد ثلاثة عراقيين مغتربين، استقبلهم الرئيس جورج دبليو بوش، قبل حربه على العراق، في شباط 2003، إلى جانب، رند الرحيم، وحاتم جاسم مخلص، واستمع إلى آرائهم، وكنعان أيضاً، هو مؤلف كتاب (جمهورية الخوف)، الذي أصدره في العام 1989، باسم حركي( سمير الخليل).


وقد ترددت في الأوساط العراقية في لندن، قصص كثيرة عن طبيعة علاقات الكاظمي، مع كنعان مكية، الذي كان منطوياً على نفسه، وغارقاً في أفكاره الطوباوية، وهو ذاته، صاحب المقولة، التي أطلقها، عشية الحرب الأخيرة على العراق 2003، (إن العراقيين سيستقبلون الجنود الامريكان بالزهور والرياحين).


وكنعان مكية، له حظوة في إسرائيل، ويُدعى إليها دوماً، ويلقي محاضرات دورية في جامعاتها، وهو لا يُخفي ذلك، وقد افتتح في بغداد، عقب الاحتلال الأمريكي، مؤسسة الذاكرة العراقية، لتوثيق ما سمي بـ(انتهاكات وجرائم النظام السابق) واختار ساحة الاحتفالات مقراً لها، وقد منحه الحاكم الأمريكي بول برايمر، تمويلاً قدره عشرة ملايين دولار، لتغطية نفقات مؤسسته، ولم يكن غريباً أن يصبح مصطفى مديراً تنفيذياً للمؤسسة، فقد كان يعمل مع كنعان لسنوات، وربما رافقه في بعض سفراته الخارجية.

ولم تنجح مؤسسة كنعان مكية، في جمع وثائق النظام السابق، بعد أن استحوذت عليها دول عربية، وأخرى أجنبية، وكل دولة أخذت ما يخصها، فيما انصرفت الأحزاب الشيعية والكردية إلى جمع (متعلقاتها)، بينما حصل المؤتمر الوطني، على سجلات الأجهزة الأمنية، وملفات (النفط مقابل الغذاء)، وحاول استثمار ما صار بحوزته، ومساومة الأسماء، التي وردت فيها.


وفشلت مؤسسة كنعان مكية، واقتصرت مهماتها، على تقديم برامج مدفوعة الأجر، في قناة (العراقية) الحكومية، وبعض الفضائيات العربية، وكانت ذات طابع كيدي، حتى انها انحدرت إلى الإساءة إلى فنانين لامعين، بحجة أنهم مدحوا الرئيس صدام حسين، وقد قوبلت تلك البرامج، باستياء شعبي عراقي، حتى أن أحد كبار المطربين، رد ساخراً على من سأله: لماذا غنيت لصدام؟ قائلاً: وهل تريدني أن أغني لـ(عيدي أمين)!؟.


وعاد ابن مكية إلى مربط فرسه في لندن، بينما اختار مساعده مصطفى، الانتقال إلى (ملاك) برهم صالح، وكان وقتئذ، نائباً لرئيس الحكومة نوري المالكي، حيث تولى الكاظمي الإشراف على مجلة أصدرها برهم حملت اسم (الأسبوعية) تطبع في بيروت، وتردد في حينه، أن وكالة التنمية الأمريكية، كانت تمولها.


وتوقفت (الأسبوعية) بعد أن غادر صاحبها، إلى السليمانية، في حين انصرف المشرف عليها الكاظمي، إلى العمل في موقع الـ(منيتور) الأمريكي الإخباري، ومن هذا الموقع، انتقل إلى جهاز المخابرات مديراً، قبل أن يُصدر رئيس الحكومة السابق، حيدر العبادي، أمراً ديوانياً بتعيينه رئيساً بالوكالة، في حزيران 2016، وقيل، يومها، إن مبعوث التحالف الدولي لمحاربة داعش، الأمريكي بريت ماكغورك، هو من نصح العبادي بذلك.


مصطفى الكاظمي هو، الآن، مكلف بتشكيل حكومة مؤقتة، ومن المفارقات أن الذين رشحوه اليوم، كانوا إلى أيام مضت، يشنّعون عليه، ويكيلون له التهم، وأخطرها، أنه ضالع في عملية قتل الإيراني قاسم سليماني ومعاونه أبو مهدي المهندس، فهل ورطوه برئاسة حكومة، قد تفشل في نيل ثقة البرلمان، ويبدأ البحث عن مكلف جديد ؟، أما اذا نجحت في (التمرير)، فإنها ستكون حتماً، خاضعة لمن اختار رئيسها، وتصبح امتداداً لحكومة عبدالمهدي؟.


ننتظر.. فكل شيء في العراق اليوم، ممكن وجائز، في ظل هيمنة شيعة السلطة، وانفرادهم بترشيح هذا، واستبعاد ذاك، وكل هدفهم الاستمرار في الحكم، وحماية امتيازاتهم، ومواصلة فسادهم، والتستر على جرائمهم ولصوصيتهم.

0 التعليقات: