أخر الأخبار

.

الزرفي (جبَّن) العامري و(لبس) المالكي



الزرفي (جبَّن) العامري و(لبس) المالكي!


عراق العروبة
هارون محمد




اذا كانت هناك ايجابية واحدة، في عملية تكليف عدنان الزرفي، برئاسة الحكومة المقبلة، فهي واحدة، وتتمثل في أنه (جبَّن) هادي العامري، وأظهره على حقيقته، خوافّاً رعديداً، يختفي خلف أحد نوابه، واسمه محمد الغبان، المصاب بإسهال في تغريداته، في حين انكفأ نوري المالكي، واستلقى على ظهره، يئن من ارتفاع ضربات قلبه، من ألاعيب هذا (الولد) النجفي، كما يُسمي الزرفي.


ولان الزرفي (منهم وبيهم)، كما يقول العراقيون، ويعرف خفايا سرائرهم، ودونية أفعالهم، وقد زادته الجنسية الأمريكية، مزاجاً جمع بين أجواء أفلام تكساس القديمة، وهو مغرم بها، وما زال يشاهدها، كما ينقل عنه أصدقاؤه، وبين طباع الـ(مارينز) الحادة، من خلال مرافقته لهم، قبل الاحتلال وخلاله وبعده، فإنه تصرف مع العامري والمالكي، بنوع من التحدي، وتعامل مع الاثنين، بازدراء، لأنه يعرف مسبقاً، أنهما نموذجان، لا يصلح معهما، إلا الاحتقار، والبصق عليهما باستمرار، وكانت النتيجة أنهما تدحرجا أمامه، من دون أن يطلق عليهما رصاصة في الهواء، أو يلوّح لهما بلكمة في الفضاء.

الزرفي يتصرف، وكأن رئاسة الحكومة صارت في الجيب، ويلتقي مع وزراء ومسؤولين في العلن، بينما العامري والمالكي، يمارسان (التقية) في إظهار العداء له، وهي عادة رذيلة، يلجأ إليها، الكذابون والانتهازيون والمنافقون، ومن مظاهرها أنهما يصرحان أنْ لا خلاف لهما معه، وإنما المشكلة في آلية تكليفه، ولأنهما يخافان منه، فقد تسابقا في لوم برهم صالح، وهددا بإقالته، والأخير مسترخٍ في قصر السلام، غير آبه بهما ولا سامعاً طنينهما.

وحتى لو فشل في تمرير حكومته، إلا ان ما يُسجّل للزرفي، أنه أرعب الاثنين: هادي ونوري، وكشف عن هشاشة شخصيتيهما، وزيف ادعاءاتهما أنهما (سياسيان مبدئيان)، وإذا بهما يظهران، وكأنهما شحاذان يتوسلان بهذا وذاك أن يتصدق عليهما بحفنة تأييد لهما، أو بضع تصريحات لصالحهما، وعادا إلى حجمهما الحقيقي، خبيثين خنيثين، وجلادين وضيعين، ولصين رخيصين، وعبدين وسخين، لا تنفع معهما غير العصا، تجلد ظهريهما، وجزمة عتيقة، تكسر أسنانهما.

وعندما يهرع العامري والمالكي، ويتمرغان أمام عتبة مصطفى الكاظمي، ويتضرعان إليه أن يصفح عنهما، ويغفر لرفاقهما ما قالوا عنه، وما اتهموه به، في سابق الأيام القليلة الماضية، فهذا يعني أن هذه الزمر، الساقطة أخلاقياً، يجب كنسها، تخلصاً من دنسها، وإذا كان الكاظمي واعياً، ويعرف اللعبة جيداً، فان رفضه يصب في مصلحته، لأن قبوله بعرضهما، سيقوده إلى أحط المراتب، وأدنى المناصب، وعيب عليه أن يوصف أنه مرشح أقذر اثنين، وسيبقى العار يرافقه إلى أبد الآبدين.

إنها محنة تضرب العراق، عندما يُصبح شذاذ الأخلاق وقُطاع الأعناق أصحاب رأي يُسمع، وصوت يُرفع، بينما الشعب يعيش في طوفان من الأزمات، يواجه وحده الصعاب، ومرارة الحياة، من (كورونا) وقحط وجوع واحتياجات، بينما القتلة والسراق يلعبون بالملايين والمليارات، ويقيمون مآدب اللئام، ومجون الحفلات، من ضلع العراقيين، الذين لا يجدون دواءً، ولا يلقون غذاءً، بعد أن سطا عليهما، عديمو الشرف، وفاقدو الأخلاق، عليهم لعنة الله، وسبحانه يُمهِل ولا يُهمِل.

0 التعليقات: