أخر الأخبار

.

الصخب والعنف


الصخب والعنف


عراق العروبة
ضرغام الدباغ



الصخب والعنف رواية شهيرة للكاتب الأمريكي وليم فوكنر (William Faukner) الحائز على جائزة نوبل في الأدب، قرأناها في مطلع الشباب وتأثرنا بها أيما تأثر. وهي من الأعمال التي تحفر في الذاكرة عبارات ومصطلحات ورؤى وأحداثاً ... وعذابات بشر قد لا تراهم، إلا أن كاتباً عملاقاً كوليم فوكنر يستطيع بقلمه أن سيجعلك تشعر بمعاناتهم، وتتفاعل معهم، ويقذف بك نجمة في مسارات ومجرات بعيدة .


الصخب والعنف الرواية، ومثلها روايات بذات الحجم والتأثير لكتاب عمالقة: جان بول سارتر، والبير كامو، وكولن ولسن، ديستوفسكي، وإلى حد ما جون شتاينبك، وأندريه مالرو تحلق بالقارئ وتخلق منه إنساناً يتفاعل، مع المعاناة الإنسانية، تعمق فيه الإنسان حسه العالي وسمو مشاعره وتخلق منه إنساناً يهتم بالقيم العليا، لا يهتم حتى بمصير نفسه، بل بالهم الإنساني الأكبر والاشمل. وهذه ثقافة هي المدخل ليتحول القارئ إلى إنسان يهتم بروائع الإنتاج من الثقافة العالمية، وآنذاك سيعلم أن العالم كبير، وأوسع بكثير جداً من مكان وقوفه، وأبعد من مرمى بصره، ويشتد قوة السمع لديه، ليستمع لأنين جياع، ومضطهدين في بلدان بعيدة، وقوة البصر والبصيرة بقدرة خارقة ليعلم أن من يقف أمامه يتشدق بقيم زائفة ما هو سوى دجال، مخادع يريد الوصول لغايات دنيئة، وأفضل وسيلة لدى هؤلاء هو أن يقوموا بتخدير الجماهير عبر جرعات منتظمة .... فترى جموعاً تتنفس هواء ثقيلاً ... تسير وهي نائمة، تأكل وهي تشخر نوماً، تحلم بالمستحيل... وينتبه المثقف الراقي ليجد أن هؤلاء إنما هم أهله وعائلته الصغيرة والكبيرة ... فتتضاعف همومه ..

أني أريد أن أحرض الناس على الانتماء الإنساني، أريد من الجميع أن يعمقوا من مشاعرهم الإنسانية، وأن يحبوا بعضهم، وأن يتضامنوا ....الثقافة ستعمق من فكرهم الإنساني .

ثم أود أن أرفق هذه الخاطرة بقصيدة الصخب والعنف لعملاق الأدب الإنكليزي وليام شكسبير ... ترى هل قرأها وليام فوكنر وأستعار منها عنوان روايته الأشهر لست متأكداً .... القصيدة والرواية تستحقان القراءة والتأمل ... وستكتشف من خلالهما آفاقاً جديدة

الصخب والعنف 
وليم شكسبير ــ مسرحية ماكبث
القصيدة ترجمة / جبرا إبراهيم جبرا

غداً ... وغداً ... وغداً .....
وكل غد يزحف به الخطى الحقيرة يوماً إثر يوم
حتى المقطع الأخير من الزمن المكتوب ..
الطريق إلى الموت والتراب، الا انطفئي يا شمعة وجيزة
ما الحياة إلا ظل يمشي
ممثل مسكين
يتبختر ويستشيط ساعة على المسرح
ثم لا يسمعه أحد
إنها الحكاية
يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف
ولا تعني أي شي

0 التعليقات: