أخر الأخبار

.

تسافل ابن اكريم شعلان.. حتى بات يُسمسر لإيران


تسافل ابن اكريم شعلان.. حتى بات يُسمسر لإيران !


عراق العروبة
هارون محمد




لم يكن أحد من أقطاب الشيعة يجرؤ على الحديث عن تشييع سامراء لولا حفنة من الأفّاقين والسماسرة من المحسوبين عليها زوراً وبهتاناً وفي مقدمتهم شعلان الكريم، الذي صار قرداً يرقص في تياترو العجمي ابن العجمي أبو مهدي المهندس، يستقبله بالأحضان والقُبل الحارة في حاضرة العروبة والإسلام، ويُولم له الولائم الباذخة وينحر له الذبائح ويطعمه (جلو كباب والقوزي والمسكوف) وهلا بيك هلا.. والسوامرة فدوة الك.!
ولم يكن بمقدور سفير دولة الشر والعدوان إيرج مسجدي أن يذهب إلى سامراء ويتجول فيها متبختراً ويتحدى أهلها، لولا أنه يدرك مسبقاً أن شقيق شعلان، الذي صار رئيسا لمجلس محافظة صلاح الدين بالتزوير وتبادل المصالح الشخصية والمالية، لا يستطيع فتح فمه بكلمة احتجاج واحدة على تصرفات السفير الأحمق واستفزازه لأحفاد الخلفاء العظام المعتصم والواثق والمتوكل، وحراس الإمامين على الهادي والحسن العسكري عليهما السلام!

ولأن شعلان الكريم هو من يوجّه شقيقه أحمد، الذي سكت سنوات على تجاوزات ديوان الوقف الشيعي على بيوت وأملاك السامرائيين منذ العام 2006 من دون أن يحرّك ساكناً، إلا في المدة الأخيرة وعلى استحياء واضح، الأمر الذي شجع رئيس الديوان الملا علاء الموسوي على ارتكاب سلسلة جرائم وانتهاكات متواصلة في عاصمة العباسيين الثانية شملت مصادرة منازل وأسواق ومحال وأراض وعقارات ورثها سكانها الأصلاء من عباسيين وحسنيين وحسينيين واسود وبازيين وبدريين ودراجيين وعيساويين ونيسانيين وكنعانيين وبقية السوامرة الآخرين، أباً عن جّدْ، منذ ظهرت سامراء إلى الوجود، قبل قرون، ونهضت في عزّهم وارتفع صيتها بجهودهم.

وعندما يصمت شعلان الكريم عن مشروع إيراني حقير، يستهدف إنشاء محافظة شيعية في جنوب صلاح الدين يكون مركزها سامراء السنية العربية الخالصة، بذريعة أنه لم يعد نائباً بعد أن هُزم في الانتخابات الأخيرة، فانه يتناسى أنه بتزلفه ونفاقه للحشد الشيعي المحتل، قد أغرى قادة المليشيات وحرّضهم على اتباع سياسة تفريغ سامراء من أهلها الأصليين واستقدام مرتزقة وغرباء وإسكانهم فيها بصلافة ومن دون حياء.

وسامراء ضاربة الجذور في عمق التاريخ العربي والإسلامي، تستحق أن تكون محافظة، وكان يفترض أن تصبح كذلك، منذ عقود، لما تتمتع به من مقومات حضارية وبيئية وسكانية، أما أن تُصبح مركزاً لمحافظة شيعية، لمجرد أن منطقة (بلد) الملحقة دائماً بها والتابعة إليها، يسكنها شيعة لا يشكلون ربع سكان مدينة الملوية، فهذه مؤامرة إيرانية وضيعة لن تمّرْ حتى لو بقي سامرائي واحد ينبض بالحياة، فسامراء ليست مدينة عابرة ولا بلدة تائهة ولا منطقة منعزلة، وإنما هي حاضرة عربية وإسلامية جمعت المجد من طرفيه العباسي والعلوي، ولها منزلة لا تتقدم عليها بها إلا بغداد، وعندما تُذكر بغداد تُذكر سامراء، لأنها ابنتها البهية ووريثة أمجادها وحاضنة مفاخرها.

وقد تعرضت سر من رأى، شأنها شأن حواضر العراق الآخريات، إلى هجمات طائفية، منذ الاحتلال الأمريكي البغيض في نيسان 2003، استهدفت تقويض نسيجها الاجتماعي السني، وتغيير هويتها العربية، ولكن المدينة صمدت ودفعت ثمن ثباتها قوافل من الشهداء دفاعاُ عن اسمها وسمعتها وعراقتها وتاريخها، ولم تحن رأسها للغزاة والطارئين عليها، سواء كانوا أمريكيين أو دواعش او حشديين، وظل أهلها يتشبثون بأرضهم ويصدون الريح الصفراء بصدورهم برغم ما تعرضوا له من اضطهاد وتنكيل واحتلال وتهجير، إذ ما زال مصير الآلاف من أبنائها مجهولاً بين مغيب ومعتقل في سجون الغدر السرية.

وكان الحراك الشعبي والاعتصام السلمي، اللذين شهدتهما سامراء في العام 2012 مثالاً في التنظيم والمسار الحضاري للمطالبة بالحقوق المشروعة، وقد حرص السامرائيون وبمسؤولية عالية على التمسك بسلمية حراكهم، فلم يخربوا منشأة أو مرفقاً حكومياً ولم يهاجموا معسكراً أو قوة أمنية برغم استفزازات أجهزة السلطة، حتى أن حركة شعلان الكريم السخيفة بإطلاق زخات الرصاص في الفضاء قوبلت باستهجان من الناشطين ومنظمي الاعتصامات، وقد انكشفت أغراضها الدنيئة وتبين أنها جاءت بإيعاز من نوري المالكي لإضفاء العنف والتلويح بالسلاح على الحراك السلمي، الأمر الذي تذرع به الأخير وشن حملات اغتيال ومطاردة لكل من شارك فيه.

وصمدت سامراء في وجه الهجمة الداعشية وفوّت أهلها الصابرون فرصة اختراق التنظيم لمدينتهم، ولكن القيادات الشيعية الحاقدة على المدينة لجأت إلى أساليبها الطائفية في عزل أجزاء منها وتقطيع أوصالها والاستحواذ على أراضيها ومصادرة ممتلكات سكانها، بحجة حماية مرقدي الإمامين الهادي والعسكري، مع أن التاريخ يشهد أن السوامرة هم من خدم المرقدين وهم من حماهما على امتداد أكثر من ألف عام .
سامراء ستبقى عراقية عربية في الانتماء، عباسية علوية في الولاء، برغم أنوف الطائفيين الطامعين بها، والمتآمرين عليها، وستعود عاجلاً إلى بهائها وألقها، ولن يقدر لا شعلان ولا (خريان) على النيل منها أو الإساءة إليها.

0 التعليقات: