أخر الأخبار

.

تعليقاً على عقد مؤتمر وارسو وما تمخض عنه من نتائج أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي البيان الآتي:


تعليقاً على عقد مؤتمر وارسو وما تمخض عنه من نتائج أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي البيان الآتي:


عراق العروبة


المؤتمر الشعبي العربي: 
مؤتمر وارسو هدفه رفع درجة التطبيع مع العدو الصهيوني والمشروعان الصهيوني والفارسي الصفوي يتكاملان في النتائج والدعوة لموقف شعبي عربي في مواجهة مهددي الأمن القومي العربي 
 
تعليقاً على عقد مؤتمر وارسو وما تمخض عنه من نتائج أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي البيان الآتي:

في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأميركية تصعد من لهجتها الإعلامية ضد النظام الإيراني مهددة بالثبور وعظائم الأمور بسبب ما اعتبرته انه بات يهدد بسلوكه الأمني والسياسي المباشر وعبر أذرعه الأمنية والعسكرية وتدخلاته السافرة في عدد من الأقطار العربية الآمن والسلام في ما يسمى بالشرق الأوسط ، وإذا بها توجه سياقات المؤتمر الذي انعقد في وارسو يومي ١٣ و١٤ شباط تحت عنوان الأمن والسلام في الشرق الأوسط نحو دفع التطبيع مع العدو الصهيوني خطوات إلى الأمام كمقدمة لتوفير تغطية سياسية دولية لتمرير صفقة القرن التي تنطوي على تصفية موصوفة للقضية الفلسطينية. 

لقد بينت النتائج التي تمخضت عن المؤتمر إن العنوان الذي روج له وهو التصدي للدور الإيراني لم يكن سوى شماعة أميركية للتمويه على موقفها الأصلي الذي يقوم على ركيزتي احتضان المشروع الصهيوني واحتواء النظام الإيراني الذي تمادى في تغوله في العمق القومي العربي بفعل الرافعة الأميركية وأكمل بنتائجه الدور الصهيوني.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي وبما تمثل من طيف سياسي شعبي عربي ترى أن الموقف الأميركي حيال القضايا العربية وخاصة قضيتي فلسطين والعراق بما هما قضيتا تحرير وإنهاء للاستلاب الوطني والاجتماعي لا ينطوي على أي مصداقية. فأميركا هي التي وفرت للعدو الصهيوني التغطية والدعم والحماية من المساءلة الدولية، وهي التي مكنت النظام الفارسي الصفوي من ممارسة الاحتلال من الباطن للعراق والذي بات مباشراً وعلنياً بعد انسحابها وعاث بأمن العراق الوطني والاجتماعي ودمر الحياة السياسية والاجتماعية بحمايته ورعايته لمنظومة فاسدة افرزها الاحتلال الأميركي وأدت دورها كمنظومة عميلة لنظام الملالي في طهران. وهذا ما يقدم دليلاً بان أميركا التي رعت المؤتمر إنما تلعب دور القيادة الإستراتيجية لطرفين تعتبرهما أساسيين في قيام منظومة إقليمية لا تستقيم إلا بإضعاف المكون القومي العربي وإبراز دور دول الإقليم الغير عربية في هذه المنظومة وخاصة كيان العدو الغاصب لفلسطين والنظام الإيراني المحتل للعراق والأحواز العربية والذي أنجز تخريباً مدمراً في البنى المجتمعية العربية عجز العدو الصهيوني عن تحقيقه. 

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي والتي تدرك جيداً أن التضليل الإعلامي لم يعد ينطلي على شعبنا لتمرير المواقف المشبوهة والمتآمرة على الأمة العربية إنما تضع الأخطار التي يجسدها دور النظام الإيراني الصفوي في نفس المستوى من الخطورة التي يمثلها العدو الصهيوني، ولهذا ترى أن المواجهة يحب أن تأخذ بعدها القومي الشامل . وعلى هذا الأساس فان أي انتصار لأي قضية وطنية عربية إنما هو انتصار للأمة برمتها. فانتصار قضية العراق بما هي تحرير وتوحيد وبناء وطني وحماية هوية قومية هو انتصار لفلسطين والعكس صحيح. وإذا كنا نسجل إدانتنا لموقف النظام العربي الرسمي من قضية العراق قبل العدوان وأثنائه وبعده وعدم إسناد مقاومته الوطنية ومشروعها السياسي، فإننا نسجل إدانتنا لموقف هذا النظام من القضية الفلسطينية وهرولته للتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، مستفيداً من البيئة السياسية التي تولدت عن الاحتلال الإيراني للعراق والأحواز وتغوله المتآمر في شئون عدد من الأقطار العربية، وفي مقدمتها اليمن وسوريا ولبنان وأقطار الخليج العربي.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي التي سبق وسجلت موقف إدانة لفتح الأجواء والقصور العربية أمام المسئولين الصهاينة ترى أيضاً في المشهديات التي ظهرت في مؤتمر وارسو موضع إدانة شعبية عربية حيث تمت مصافحة يدي رئيس وزراء العدو الملطخة بدماء الأطفال والنساء والشيوخ والمناضلين المنتفضين. كما أن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي التي لا ترى في ما افرزه مؤتمر وارسو بمقدماته ونتائجه سوى خطوة على طريق تصفية القضية الفلسطينية، تدعو لموقف شعبي عربي يرتقي إلى مستوى ما يهدد الوطن العربي من مداخله الشرقية وبما يجسده المشروع الفارسي الصفوي، وما يهدده من داخله بفعل الاغتصاب الصهيوني لفلسطين وقوى التخريب المجتمعي وأنظمة الاستبداد والتي تمعن في قمع الجماهير ورهن الثورات العربية للكارتلات الدولية الاحتكارية. وعليه فإن المؤتمر الشعبي العربي وعبر أمانته العامة يدعو إلى وقف التطبيع مع العدو الصهيوني وتوفير كل الدعم السياسي والمادي والمعنوي للجماهير المنتفضة لتعزيز صمودها وتقوية موقعها في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها لتصفية قضيتها وحيث أتى مؤتمر وارسو ليشكل محطة في سياق ما تتعرض له هذه القضية من أشكال متنوعة من المخاطر سواء من الذين يستغلونها بهدف الاستثمار السياسي كحال النظام الإيراني أو من الذين يروجون للمشاريع التصفوية وأبرزها صفقة القرن.

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي التي تدين كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني تدعو كل الذين يتعامون عن حقيقة الدور الإيراني وما أحدثه من تدمير وتخريب في الواقع العربي لان يقلعوا عن تعاميهم عن حقيقة موقفه ويضعوا موقف هذا النظام العنصري الشعوبي في نفس مصاف موقف العدو الصهيوني لان الاثنين وإن بديا متعارضان في الظاهر إلا أنهما يتلاقيان على أرضية موقف واحد هو تهديد الأمن القومي العربي بكل أبعاده ومضامينه.

تحية لفلسطين وانتفاضة جماهيرها
تحية للعراق ومقاومته الباسلة
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وفي أقبية نظم القمع والاستبداد.

الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العربي. 
٢٣/٢/٢٠١٩

0 التعليقات: