أخر الأخبار

.

التغريدة الخامنئية إذا صحت



التغريدة الخامنئية إذا صحت


عراق العروبة
د. قحطان الخفاجي




أذا صحت عائدية التغريدة أدناه للخامنئي، والتي تتحدث عن شجاعة الإمام الحسن بن علي عليه السلام، بتنازلهِ عن حقهِ بالخلافةِ لمعاوية بن أبي سفيان . فدالة التحليل الإستراتيجي لها، تشير إلى أنها ليست خروجاً عن أساسياتٌ عقائديةٍ طائفيةٍ فحسب. ولا هي دالة على رغبةٍ إيرانيةٍ ذاتيةٍ للحوار. كما ليست تكتيكاً مرحلياً. بل هي تعبير جلي عن : -

١- تأكيداً عملياً ل "ثابتة الأنا الفارسية" ، على حساب أقرب الأقربين منهم عقائدياً وسياسياً.

٢- هي أقرب لإعلان الخميني بتجرعه للسم عام ١٩٨٨.

٣ - هي بدايةٌ لهزيمةٍ إيرانيةٍ، ومقدمةٌلإنكفائها . 

وهذا التصور والإحتمالات، ليس لموقفٍ شخصي ولا رجماً بالغيبِ، ولكن تصور ٌ دلت عليهِ المعطياتُ التالية :-


تغريدة علي خامنئي

١ - ظروف نشر هذه التغريدة، هي بخلاف تلك الظروف التي أحيطت بالأمام الحسن حينها. فلم تكن حالت حربٍ بينهما ولا تحشيدٍ مادي أو قيمي . ولم تأتي رغبة الإمام الحسن للتنازل عقب تصعيد عقائدي متنافر متقاطع بينهما. 
كما هو الحال بين امريكا وايران. 

ولم تكن ظروف التغريدة مماثلة لظروف أخرى سابقة لظروف الحسن عليه السلام، ولا لظروفٍ لاحقة، وأن كانت تحاكيها شكلياً . فظروف التغريدة لاتماثل الخلاف بين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ومعاوية، ولم تكن مماثلة لظروف الإمام الحسين عليه السلام ويزيد. ولكن ظروف التغريدة إذا صحت لخامئني جاءت بعد توعد إيراني لمقاتلة أمريكا ووعيد.

٢- أن الإمام الحسن بن علي عليه السلام، لم يصدر منه، تشبيها لمعاوية كونه شيطان أكبر أو أصغر. ولو سبق ان صدر منه هكذا وصفاً علنياً، لكان هذا خللاً بالقناعاتِ حاشاه الله. و لكان هذا ايضاً تنصلاً عن موقفه - مع جل إحترامي له - وخروجاً عن ثوابت العقيدة وأسسها .

٣- تراجع الإمام الحسن بن علي عليه السلام، وإستلام معاوية للخلافة، لم يسفر عن مجيء دين آخر غير الإسلام الذي يجمعهما. ولم يؤذن لقيمٍ وسلوكياتٍ تتقاطع جوهرياً مع الإمام الحسن علي مستوي العقيدة والممارسة. فالإمام إن تخلى عن الخلافة ولكنه إستمر بعادته لله جل وعلا. واستمرت صلاته له، وصومه والحج. واستمر الإمام يرعى أمور الناس والمحتاجين.

في حين التغريدة وما يتبعُها من علوٍ محتملٍ، لكعبِ أمريكا، يعني علو مصالحها وفاعليتها على حسابِ النوايا الإقليمية الإيرانية.
وقبل الختام، لابد من التنويه للخاسرين ، وهم :-

١- أعوان إيران بالعراق والمنطقة، لا سيما تلك الفصائل التي لا تقوى لأي فعلٍ لذاتها دون إيران ، إلا اللهم العمالة والذل، والغدر والإنتقام الشخصي من زيدٍ أو عمر.
وإيران ستتنصل عن هؤلاء قبل كل شيء .

٢ - العراق وشعبه، فهو الضحية الاولي بالمراحل كافة، فمن أمواله نشأت دلالات الإختلافات الأمريكية الإيرانية، ومن دمه لونت ساحته وساحة المنطقة عموماً باللون الأحمر. وعلى أرضه تتم المساومات بين أمريكا وايران، طرفي الطمع به.

٣- الإسلام والمسلمين، إذ للأسف شوه الدين، وتفرقت وحدة المسلمين، فأضحوا شيعاً بخنادقٍ متقاطعةٍ متقاتلةٍ لا لهدفٍ إيماني، ولا لعقيدةٍ ناصحةٍ كما أرادها الله تعالى ورسوله الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. بل لتشويهاتٍ عقائديةٍ وسلوكيةٍ. 

٤- العرب هم الخاسرين ايضا. إذ تزعزع أهم جامع قيمي لهم. و وأدت دلالات قوتهم وفاعليتهم.. أما وحدتهم، فعادت وللأسف ابعد مما يتأمل عدوهم.

٥ - إيران الدولة، وليس إيران العقائد المشوه، هي الخاسر الخامس أيضا في ذلك .

0 التعليقات: