أخر الأخبار

.

تحالف القوى الحلبوسية..بقّال صفقات (بزنسية)



تحالف القوى الحلبوسية..بقّال صفقات (بزنسية)!


عراق العروبة
هارون محمد




يُصّر نائب تحالف القوى الحلبوسية، محمد الكربولي، على التمسك بسياقات مهنته القديمة، كبائع (لنكات) في سوق الباب الشرقي ببغداد، و(اللنكات)، لمن لا يعرفها من غير العراقيين، تعني ( البالة) أو الملابس العتيقة والمستعملة، وقد أضاف إليها، بعد أن أصبح نائباً، صفة جديدة تتمثل في أنه تحول الى (بقّال) في سوق العقود والصفقات، وراح يُطلق نداءات تتسم بالنفاق والدجل والادعاءات، لتسويق بضاعته البائرة، وآخرها، تذكيره لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بضرورة الأخذ بمبدأ التوازن الطائفي في تسمية المسؤولين الأمنيين، في أعقاب اختيار قاسم الأعرجي وعبدالغني الأسدي، وهما شيعيان، كما هو معروف، لمنصبي مستشار الأمن الوطني، ورئيس جهاز الأمن الوطني.


والمفارقة أن تحالف القوى الحلبوسية، ومحمد الكربولي عضو قيادي فيه، كان أول من ثمّن هذا الاختيار، وأشاد بقرار الكاظمي (الموفق) في تعيين الاثنين، اللذين وصفهما، بأنهما شخصيتين تتسمان بالكفاءة والمهنية، برغم أن الأول قائد في مليشيا بدر، وما زال فيها، وكان الأجدر بهذا التحالف، إذا كان مبدئياً صادقاً، أن يعترض ويسجل تحفظه على صيغة تعيينهما، ولكنه تحالف أفّاق، وتجمع انتفاعي، يلعب أدواراً رخيصة، ويُظهر خلاف ما يُبطن، فهو يدعّي أنه (ســـنّي)، غير أنه، في هذه المسألة، يضع المناطقية والعشائرية فوق أي اعتبار، ويفرّق بين الســنّة العرب، ويصنفهم إلى درجات: أولى وثانية وعاشرة، وهكذا بطريقة، تكشف عن ضحالة أعضائه، وبؤس رئيسه الحلبوسي، وفقره الوطني، وتعاطيه الثأري، مع الآخرين، الذين يستنكفون أن يكون، هذا المعوق، فكرياً وثقافياً وسياسياً، زعيماً، للسنة العرب في العراق، وهو الذي لا يصلح أصلاً، الا لقعدات الأنس، وجلسات الترويح عن النفس، متفوقاً في هذا المضمار، على (معلمه) أحمد الجبوري (أبو مازن) المفضوح، بينما هو مستتر، وقليل البوح.



ويتجلى نفاق الكربولي وسيده الحلبوسي، أن تحالفهما المتهاوي، هو الذي ضغط على الكاظمي، لاستبعاد النائب خالد العبيدي، وزير الدفاع الأسبق، وكان مرشحاً أولاً، لشغل مستشارية الأمن الوطني، ولان الكاظمي مهزوز وقلق، فقد رضخ للضغط، واستعان بالأعرجي، بدلاً عنه، وليس دفاعاً عن العبيدي، فهو أيضا، (ضيّع صول جعابه) عندما ترشح على قائمة حيدر العبادي، في الانتخابات الاخيرة، ولكنه يبقى أفضل من نواب الحلبوسي، وليست عنده نزعة مناطقية، ولا توجهات عشائرية، كونه من الموصل، ذات البيئة الحضارية، وهذا سبب اعتراض الحلبوسي عليه، فهو لا يُطيق سنة بغداد والموصل وتكريت وديالى، ويتضايق حتى من سنة الفلوجة من غير اقاربه، ويكره سنة حديثة وهيت والرطبة والنخيب وعنة وراوة، وباقي المناطق الانبارية الحضرية.


وبرغم ان الحلبوسي، في وضعه الوظيفي الحالي، طرف أساس، في نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، المعمول بها في العراق، منذ الاحتلال الامريكي في 2003، إلا أنه يعمل، في هذا الاطار، بازدواجية مفضوحة، ونرجسية مكشوفة، فكل نائب سني لم ينخرط في تحالفه، مُدرج عنده، بأنه خصم، أو منافس له، وشاهدناه مؤخراً، وهو يكاد يُغمى عليه من الجزع، لان النائب كريم عفتان الجميلي، رفض الاستمرار معه، وغادر تحالفه، بل أنه، أي الحلبوسي، صعد ونزل، وهاج و(تمرغل)، عندما سمع، مجرد سماع، أن رئيس الجمهورية برهم صالح، بصدد اختيار نائبين له، أحدهما سني، وأخذ حاله وذهب إلى مسؤولين في ديوان الرئاسة، الذين فوجئوا، باعتراضه على قضية لم تطرح أصلاَ، وأبلغهم أنه سيعمل على إجهاض وصول أي سني إلى منصب نائب الرئيس، ولما كانت المسألة، مجرد إشاعة، ولا صحة لما يفكر به، ولا مسوّغ لهواجسه، فقد تهكم عليه أحد موظفي الرئاسة، وقال له بين المزح والسخرية، ولماذا لا ترشح واحداً من نوابك للمنصب، مثلاً عبدالله الخربيط، أو يحيى المحمدي، أو رعد الدهلكي،أو، أو ، وقبل ان يكمل ترشيحاته الكاريكتيرية، قاطعه الحلبوسي محتداً: أرجوك لا تطرح أسماءً، ربما يتلقفها الإعلام، وتُصبح متداولة و(ينهجم بيتي)!، ورد عليه الموظف الرئاسي ضاحكاً، ولكنهم من جماعتك وأعضاء في تحالفك، فأجابه زعيم التحالف (اللملوم): وهل صدّقت انهم من ربعي، وكل واحد منهم (...) !؟، وقال كلمة ثقيلة تخدش السمع والذوق، نعتذر عن ذكرها.


لذلك يضحك نائب القوى الحلبوسية، محمد الكربولي، على نفسه، عندما يزعم أن (التوازن الطائفي) مفقود في التعيينات الأمنية الأخيرة، لان هذا التوازن الاكذوبة، غائب منذ بدء العملية السياسية الملعونة، وليس جديداً على الساحة، وتناسى أنه أسهم، ومن معه من نواب الصدفة، في تكريس تغول الأحزاب الطائفية، وهيمنة الكتل الشيعية الولائية، عندما انشغلوا في الفساد، وعقد الصفقات والمناقصات، وتلقي العمولات، حتى أنهم فقدوا آدميتهم، وتحولوا إلى فصائل غير بشرية، فلم نسمع منهم، على سبيل المثال، احتجاجاً على اعتقال أرملة سنية مع أولادها الأربعة، الصبية والأحداث، في أبو غريب بتهمة الانتماء إلى داعش، ولم يستنكروا اعتقال سيدتين مسنتين، في مخيم ليلان للنازحين، والتهمة أنهما خياطتان للزي الأفغاني!، ولم يسألوا، مجرد سؤال، عن سبب اعتقال 13 سيدة سنية في قرية البيجلي، بمحافظة صلاح الدين، وبعد هذا وذاك، يأتي بائع (اللنكات) القبيح، وبقال العقود الكسيح، وينفخ صدره المنخور، من شم (الكيف) الممهور، بتوقيع الحلبوسي الموتور، ويزعم أن تحالفه سني ويمثل السنة، ويدافع عن السنة، ويطالب بالتوازن الطائفي، وهو نقيض التوازن الوطني، الذي يقوم على الكفاءة والنزاهة والمهنية، والبعد عن الطائفية، في التوظيف وتولي المسؤوليات، فما نفع ان يكون الحلبوسي (السني) رئيساً للبرلمان، وهو غارق في أوحال (البزنس) ومستنقع الرذيلة، وآخر عملياته اللصوصية، تعيين محمد هاشم العاني (حرامي) وزارة التجارة، على رأس الصندوق المخصص لإعمار المحافظات المتضررة، وما فائدة أن يكون الكربولي نائباً، وهو نشال محترف، يسرق الكحل من العين، ولم نسمع عنه غير العواء والطنين.

0 التعليقات: