عرس واوية.. المطلك والكربولي حبل إنقاذ مؤقت للمالكي
عرس واوية.. المطلك والكربولي حبل إنقاذ مؤقت للمالكي
عراق العروبة
يطلق العراقيون على الاتفاقات المؤقتة، أو الصلح الشكلي، تسمية (عرس واويّة)، أي انه كعرس الثعالب، الذي سرعان ما ينتهي في ليلة الزفاف، والـ(واوي) كما هو معروف عنه حيوان مخادع، واذا اراد البغداديون اهانة شخص ما فانهم يصفونه بصفات الواوي، ومن هذا المنطلق، فان العراقيين يرون في عودة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات رئيس حزب جبهة الحوار الوطني صالح المطلك إلى الحكومة، ومعه رئيس كتلة (الحل) جمال الكربولي مصالح معلنة وغير معلنة، أهمها حبل انقاذ لحكومة نوري المالكي من الانهيار، مع محاولة شق وحدة القائمة العراقية، بوعوده، التي ربما يحقق بعضها، فيما ينظر المطلك والكربولي إلى الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات بأنه تمكين لهما من تحقيق مكاسب سياسية وانهاء المقاطعة، التي ترى الاوساط المقربة منهما، انها لا تجدي نفعا مع شخص متمسك بالسلطة كالمالكي.
وكان لزاماً على كتلتي المطلك والكربولي، اللتين كانتا لا تنفك عن الاعلان، بانها لا تثق بوعود الحكومة، وذهب صالح المطلك الى ابعد من هذا، عندما اعتبر ان رئيس الحكومة نوري المالكي (ديكتاتور ونص).
النائب طلال الزوبعي، قال في حديث مع (العباسية نيوز) ان صالح المطلك عاد الى الحكومة متذرعاً بان رئيس الحكومة نوري المالكي قد استجاب الى تشكيل لجنة لمناقشة مطالب المتظاهرين، وبالتالي لا حاجة الى مقاطعة الحكومة، وهو كلام خاطئ، لاننا اصحاب تجربة مع المالكي، وقد جربنا معه كل الطرق، حيث ان هذه اللجنة لا تخرج من اطار المماطلة والتسويف، وهي سياسة برع فيها المالكي، وماتزال الاعتقالات العشوائية مستمرة ولم تتوقف في المناطق العربية السنية حتى هذه اللحظة.
ويرى الناشط السياسي محمد الحميري في عودة صالح المطلك للمالكي، انتكاسة جديدة، وسقطة سياسية، وقع بها صالح المطلك، ولن يخرج منها.
واضاف، في حديث لـ(العباسية نيوز) ان صالح المطلك "مات" سياسياً وانتهى اجتماعياً عندما تلقى المئات من قناني المياه والاحذية، في واقعة (القنادر) الشهيرة قبل شهور، عندما قام اهالي الانبار بملاحقته بالاحذية وقناني المياه، ولولا حمايته المسلحه ولياقته البدنية في الركض لما نجي منهم.
الكاتب داوود العلي، يتوقع ان تسبب عودة المطلك للمالكي، إلى انشقاق في صفوف العراقية وأيضاً طوق نجاة لحكومة المالكي التي تكاد تكون على شفا الانهيار، لمنع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من اتخاذ مواقف الى جانب السنة العرب بعد ان يشاهد قيادات السنة العرب مختلفة ومتشرذمة.
واضاف العلي، ان قرار تأجيل الانتخابات المحلية في الأنبار والموصل قد يصب في مصلحة المطلك الذي يتخوف على مستقبل نفوذه في المناطق السنية خاصة بعد الانباء التي ترددت في كون صالح المطلك، هو احد الذين اقترحوا تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الرمادي والموصل.
وفي العموم فإن المالكي سيحصل على أرباح نسبية من انقسام القائمة العراقية وعودة المطلك، فهو في وضع محرج بسبب وقوف حكومته على المحك، وقد يجد المالكي في (عرس الواوية) مع المطلك والكربولي غطاءً مؤقتاً لتعويض الضربات التي تلقتها حكومته، لكنه لم ينتبه الى حقيقة مؤكدة، ان خصوم المالكي قد استفادوا كثيراً من عودة المطلك والكربولي اليه، وازدادت شعبيتهم في اوساطهم وبيئتهم.
0 التعليقات: