أخر الأخبار

.

لاتحدثني عن المواطنة


لاتحدثني عن المواطنة


عراق العروبة
مروان ياسين الدليمي


من بعد ان تشرّد اهلنا واصبحت مدننا كومة انقاض وخرائب، ومن بعد ان فقدنا الامل في ان نراها مرة اخرى، ارجوك ايها السياسي القابع في المنطقة الخضراء ان لاتحدثني عن المواطنة لان ميليشياتكم الطائفية لم يعد من سلطة تشكمها .

كيف لي أن اصدق خطاباتكم حول وحدة العراق ، وانتم تمنعون الموصليين، وتحديدا العرب السنّة منهم ، من أن يدخلوا بغداد ــ عاصمة العراق ــ بينما يلجمكم الخنوع عندما يقتحم حدود الوطن سنويا مئات الزوار الإيرانيين دون فيزا او كفيل !؟ .

فلاتحدثني عن المواطنة طالما انا في نظرك لست سوى شخص غريب ومشبوه وبحاجة الى من يكفله من سكان بغداد ليثبت براءته من تهمة التورط والتواطىء مع قوى الارهاب قبل ان يسمح له بالدخول الى عاصمة بلاده .

ثم من هو المواطن الذي لديه الاستعداد في ان يكفل شخصا مشبوها بتواطئه مع العصابات الارهابية ؟

وهل سابقى طوال عمري مُدانا وبحاجة إلى من يكفلني ويبرىء ساحتي ؟

أُدرك جيدا بانك لست جاهلا عندما تتعمد اذلالي وتحقيري ، متغافلا حقيقة انتمائي الى مدينة عريقة يمتد عمرها الى الاف السنين قبل الميلاد ، وقدّمت لبناء العراق الحديث علماء ومفكرين وفنانين ومؤرخين وقادة عسكريين كانوا في طليعة النخب التي وضعت اسس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 .

هذا التاريخ المشرق انت تعجز عن رؤيته لانك تقبع في زوايا من التاريخ تعشعش فيها العتمة، ولهذا سيكون من المنطقي أن تكره الخروج الى النور وسيكون من الطبيعي أن لاتشعر بالانتماء لهذا البلد في مقابل انتمائك للبلد الثاني الذي تحمل جنسيته وستعود اليه من بعد ان تنتهي المهمة الموكلة اليك في النهب والتخريب والتدمير مثل بقية رفاقك الذين سبقوك في هذه المهمة،فكل واحد منكم له دور مرسوم يتوجب عليه ان ينتهي منه قبل ان تحين ساعة هروبه .

انت قبل غيرك تدرك جيدا بأنك معبأ بأوهام واساطير،سَمِّها ماشئت (تاريخية،طائفية،مظلومية،ايدلوجية)جعلتك فاقدا للبصيرة قبل البصر بالتالي حجبت عنك رؤية معنى السيادة والارض والاخوّة والتعايش والعدالة الاجتماعية ، فهل سيكون هناك مايدعو للغرابة عندما يختلط عليك الامر ولاتفهم معنى الخيانة عندما تنكر وتتجاهل عشرات الضحايا من ابناء الموصل كان تنظيم دولة الخلافة الارهابي قد ذبحهم اثناء سيطرته على المدينة لانهم لم يتخلوا عن انتمائهم للدولة العراقية،وكانت المحامية سميرة النعيمي في طليعة الذين سجلوا اسمائهم في هذا السفر العظيم من الشهادة عندما وقفت ضد تنظيم(داعش)في اول ايام سقوط الموصل رافضة تدمير معالمها الحضارية والدينية .

من منحك سلطة تصنيف الناس الى مخلصين وخونة ؟
من منحك صك الاخلاص في حب الوطن دون غيرك ؟

فإذا كنتُ خائنا كما تظن وتعتقد فماحاجتك الى خائن ليقف معك في حروبك التي تفتعلها مع دول الجوار او مع شركائك في الحكم ؟
يتوجب عليك ان تعلم بأننا سنبقى نتقاسم مع الشعب الكوردي رحلة الحياة على هذه الارض مهما اشتدت صراعات الساسة .

دعني على خيانتي لأكفَّ عنك عاري وشرّي .

دعني كما انا وكما تظن انت بي فلن تخدعني بالحديث عن المواطنة .

0 التعليقات: