أخر الأخبار

.

أصداف: “السياسيون” والمديرون التنفيذيون


أصداف: “السياسيون” والمديرون التنفيذيون

عراق العروبة
وليد الزبيدي



ثمة مواصفات خاصة بالمديرين التنفيذيين للشركات، ويتم اختيار هؤلاء بعناية كبيرة، وبالتأكيد هناك مواصفات دقيقة للقائمين على السلطة في كل بلد، إلا أن اختيار المديرين التنفيذيين يكون في الغالب أكثر دقة من اختيار السياسيين الذين يمسكون بزمام الأمور.


عن مواصفات المدير التنفيذي الناجح قال صاحب متجر أمازون جيف بيزوس، مهمة المديرين التنفيذيين التفكير في المستقبل والعيش هناك، لا مجرد التفكير في الوضع الراهن، ويذكر الدكتور المهندس عصام بخاري في مقال له، أن تلكؤ عمل مؤسسة يتطلب فورا التفكير بتغيير القائم على رأس المؤسسة. 

لكن الحال يختلف في شؤون الحكم ولا يجوز التفكير بتطبيق هذه القاعدة، لتصبح الحلول متعلقة بالطرف الثاني، وتكون آليات الحل كثيرة، لكنها تصب في نهاية المطاف في متاهة كبيرة، وبقدر ما يكون الطرف الأول مقدسا على طول الخط، ولا يمكن التشكيك بقدراته وكفاءته ومهنيته وإخلاصه يكون الجمع في خان الاتهامات التي تتفاوت بين الجهل وعدم احترام القوانين والأنظمة وصولا إلى الخيانة العظمى وغير ذلك.

إن إجراء دراسات ومقارنات بين الشركات الناجحة وأنظمة الحكم الفاشلة والاستبدادية، سيكشف عن صورتين متناقضتين تماما، ولأن الشخص الأعلى منصبا في الشركات يتحمل المسؤولية كاملة، فإنه يحرص باستمرار على التدقيق في كل صغيرة وكبيرة، وأنه يرى الأخطار التي ما زالت في المهد ويراها في المستقبل، كيف ستكون وما حجم الأخطار التي تحملها وحجم التدهور الذي سيحل بمؤسسته، وتكون المعالجة علمية وعقلانية، وتبدأ قبل كل شيء بتحديد أسباب ظهور ذلك النتوء الذي قد يتحول إلى اخطبوط، وفي جميع مراحل التشخيص والرصد والمعالجات تكون الرؤية دقيقة والنقاشات علمية، لا تهدف لإنهاء المعضلة بالقضاء على ظاهرها فقط، بل تركز على البذرة الأولى لظهورها، وفي حال توصل البعض أو الجميع إلى أن أسّ تلك العلّة مرتبط بوجود الرأس الأعلى أو سوء إدارته، فإن أول من يقبل بذلك التشخيص هو الرأس الأعلى، وخلاف ذلك فإن المعضلات تزداد حجما وتتحول إلى قوّة كبيرة لهدم البناء وإرباك الخطوات وصولا إلى المتاهة ومن ثم الكارثة.

على العكس من ذلك تجد في الكثير من أنظمة الحكم السير في طريق آخر مختلف تماما عن ذاك الذي تسير فيه إدارات الشركات الكبيرة والمتوسطة وكثير من الشركات الصغيرة أيضا، فالحلول تذهب صوب الناس حتى إن لم يكن لهم أية علاقة بآفة الخراب والفساد.

والسؤال المطروح: متى يفكر المسؤول في آفاق المستقبل ويعيش هناك ؟

0 التعليقات: