خاطرة المساء – بدون مجاملة نصرة العراق أم نصرة المذهب
خاطرة المساء – بدون مجاملة نصرة العراق أم نصرة المذهب
عراق العروبة
الدكتور محمد الشيخلي
لن أجامل بعد اليوم ودماؤنا تنزف، لن أجامل وشبابنا تقتل بساحات العزة والكرامة، لن أجامل ورجالنا ونساؤنا يعذبون بالسجون، لن أجامل وأعراضنا تنتهك، لن أجامل، وأرضنا وثروتنا تنهب بأيدي شذاذ الأفاق، لن أجامل أو أدافع لمن يقول قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم.
بعد عام 2003 تكشرت الأنياب وبانت مفاهيم الحقد والأنتقام جلية، وظهرت عقدة الدونية من الأخر بأساليب سادية أجرامية أنتقامية، وتباينت أفعالهم بالقتل والأعتقال والتعذيب والأغتصاب والتهميش والأقصاء والنفي العمدي والتهجير القسري، وظهرت حقيقتهم بخطابات طائفية مقيتة، عقول تنتصر للون الأخضر وتعادي اللون الأحمر، وتستبيح دماء عمرآ وعلي، وكأن الأسماء والألوان أصبحت تميز بين الأنصار والأعداء، فتخندقوا مذهبيآ وطائفيآ، وحملونا تأريخآ أسودآ لا ذنب لنا فيه ولا ذنب لأهلهم ومذهبهم فيه، ولكن الحقد أعمى العيون وأغلق العقول، فجعل الجميع يدفع الثمن، لا فرق لأساليب الموت في العراق، فكل الطرق تؤدي الى السماء، وكل العيون تدمع دماء، وكل الأفواه ترفع الدعاء، وكل النساء يجعلن خمورهن تتشقق ورؤسهن تلحف التراب، ونياح الثكالى سمفونية للحزن تطرب أسماع الأعداء.
الى متى نذبح ونقتل، الى متى نموت ونعذب ونشرد، الى متى نسكت ونجامل، حتى نفنى ونرق ونستعبد، ويأتي الأخر لأبسآ نطاق كسرى حاملآ أيقونة المذهب بعمة الجاهلية، ويجعل أرض السواد ضيعة فارسية، لن أجاملكم بعد اليوم يامن نصرتكم عندما ظلمتم، ودافعت عنكم بوجه الطغاة والجبابرة عندما عزت كلمة الحق، ونزفت دمي نصرة لكم، ونزعت ثوبي وألبست أطفالكم وكسيت نساؤكم، وأقسمت رزقي من أفواه أطفالي لأطعم أفواه أطفالكم ونساؤكم، وسهرت الليل وألتحفت السماء لأحمي عرضكم .
أين أنتم اليوم وأنا أصرخ بعذابات الزمن وظلم الأخ لأخيه وأبن وطنه، أين أنتم يامن تتفرجون على سفك دمائي، وتمزيق أشلائي، وتقطع أنفاسي، ناديتكم بأسم الوطن، فأجبتموني بأسم المذهب والعشير، صرخت بأسم العراق، وصدى صرختي تهز الجبال، ولم تهتز شعرة لرجولتكم، تقولون مذهبنا ومولانا في قمقمه لا يجيز نصرتكم، ولا يفتي بتحريم دماؤكم أو نهب أموالكم أو هتك أعراضكم، فتبآ لمولاكم بقمقمه وتبآ لفتوى تهدر دمي .
لن أجامل أو أخاطب الحجر، لقد نصرتم مذهبكم على وطنكم، ومزقتم جسدنا برصاص طائفيتكم، وهشمتم وحدتنا وتراكضتم لنصرة عدونا محتلنا ومحتلكم فمنعتم كفاحه ومقاومته، وأطعمتموه وكسيتموه، وأنتم ترون أستباحته لدمائنا وأعراضنا ونهبه لأموالنا، فسكتم، فقلنا أنه عدوا، ولكن ما حجتكم وأنتم ترون أبناء جلدتكم يفعل بنا أبشع مما فعل العدو، فيقتل أطفالنا وشبابنا ونسائنا وشيوخنا، فسكتم ولبستم تقية الأنتقام، وسمحتم أن تكونوا أداة قتل وتعذيب لأخيكم وأبن وطنكم، ناشدتكم بضمائركم وقيمكم ورجولتكم، فما أهتزت شواربكم وما أرتجفت أوصالكم، فألتحفتم تقيتكم، وهربتم بجبنكم وخسة قمقمكم.
مزقتم الوطن ونهبتم المال العام والخاص، وسرقتم التأريخ والحضارة، فباعته خستكم بأسواق النخاسة، وهشمتم جسد الدولة الجريح، فأقصيتم رجالات الدولة، وجلبتم حثالة الطرقات والآزقة والحانات، فقلتم ديمقراطية، وضحكتم على أنفسكم قبل الأخرين، فلا دولة ولا ديمقراطية، ولا أدري أن كنتم تعلمون أو لا تعلمون بأنكم ((مستخدمون)) كأداة لغيركم، تنفذون أحلامهم وأمراضهم علينا لتمزيق الوطن، وسوف تكونون عبيدآ لنزعاتهم الشيطانية في تمزيق الوطن والدين .
قتلتموني ذبحتموني وشردتموني، فجلستم تضحكون وتتسامرون وتتقافزون طربآ لظلمكم، حتى أستتب الأمر لمولاكم وسادتكم، فكشرتم أنياب الحقد والأنتقام، رأيتم أدواتكم الأجرامية تقتل وتستبيح دماء الأبرياء في العامرية والفلوجة ونينوى وديالى والحويجة، ولم أرى منكم كلمة ولا موقف لنصرة أخيكم ووطنكم، وقلتم مذهبنا ثم مذهبنا، ورئيسنا مولانا وسيدنا، فرقعتم سيوفكم وفتحتم أفواهكم تكفرون الحق وتنصرون الظلم، وتكذبون ثم تكذبون وتقلبون الحق وتكسرون سيف العدل، وتقولوا رئيسنا مذهبنا...!
تبآ لكم ولرئيسكم ومولاكم بقمقمه، وتبآ لنصرة من الجبناء، وتبآ لكلمة حق أردتم بها باطل،، وكم تمنيت أن تعلموا أن أصول أغلبكم قبل أن تتسيد عليكم قلتكم، كان لهم كرامة الأنسان ودماؤه أثمن وأزكى من جدار الكعبة، فهل سأرى منكم رجلآ حرآ كريمآ ينصر الأنسان والوطن، أذآ لتعلموا أنني سأنهض من الرماد كالعنقاء، وألملم جراحي وعذاباتي، وسأبني الوطن وأنصر الأنسان، وأصون كرامته وماله وعرضه، وأنصر المظلوم وأقتص من الظالم بالعدل، لأنني..... أنسان.
0 التعليقات: