أخر الأخبار

.

أصداف : الروبوت يصنع الروبوتات


أصداف : الروبوت يصنع الروبوتات

عراق العروبة
وليد الزبيدي



في الوقت الذي يندر فيه وصول الإنسان إلى عمر المئة عام، يحقق الروبوت قفزة عملاقة مع اقترابه المائة عام من العمر، ويبلغ عمر الروبوتات الآن التاسعة والتسعين، وبدلا من دخوله في الشيخوخة أو الوفاة، يعلن الخبراء عن قفزة كبيرة في عالم الروبوتات تؤكد ازدياد قدرتها وقوة نشاطها وتنوع تخصصاتها، فقبل أيام تم الإعلان عن دخول الروبوت مرحلة تصنيع الروبوتات، ولهذا الأمر تداعيات كبيرة، أولها، أن العالم مقبل على حقبة التخلي عن الكثير من العاملين في مختلف الحقول، بما في ذلك أصحاب التخصصات النادرة، الذين تخصصوا في صناعة الروبوت، الذي طالما نتج عنه الاستغناء عن الكثير من الأيدي العاملة، وتطور الحال ليتم الاستغناء عن الذين يعملون في قطاع صناعة الروبوتات، الأمر الثاني، يؤكد أن الروبوت قد انتقل من حقبة التبعية للبشر بصورة مطلقة إلى التحرر من هذه التبعية ضمن أطر معينة، ومعروف أن الروبوتات حققت قفزات في النشاطات التي تؤديها ووصلت حد التفاعل مع البشر والتناغم مع متطلباتهم وحتى أحاسيسهم في حقول كثيرة من حياتنا اليومية .


وتشير المصادر العلمية أن كلمة “روبوت” قد ظهرت لأول مرة عام 1920م أي قبل ما يقرب القرن من الآن، كان ذلك في مسرحية الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابيك، كما تذكر ذلك موسوعة الويكيبيديا، وحملت المسرحية عنوان “رجال رسوم الآلية العالمية” وترمز كلمة “روبوت” في اللغة التشيكية إلى العمل الشاق، إذ أنها مشتقة من كلمة “Robota” التي تعني السُخرة أو العمل الإجباري، ومبتكر هذه الكلمة هو جوزيف تشابيك، أخ الكاتب المسرحي، كارل تشابيك والذي ابتدعها في محاولة منه لمساعدة أخيه على ابتكار اسم ما للآلات الحية في العمل المسرحي. ومنذ هذا التاريخ، بدأت هذه الكلمة تنتشر في كتب وأفلام الخيال العلمي، التي قدمت عبر السنوات عددا من الأفكار والتصورات لتلك الآلات وعلاقتها بالإنسان .

إن النظرة التقليدية للروبوت ارتبطت بعلاقته بالآلة ودوره في إنجاز أعمال محددة، لكن اقتران الذكاء الاصطناعي بعالم الروبوتات والقفزات الكبيرة التي حققها الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المنصرمة، ساهم في نقل الروبوت من عوالمه وتخصصاته المحدودة إلى أفق أكبر لم يتوقع الكثيرون الوصول إليه في هذه الفترة القياسية، فقد دخل الروبوت الكثير من الميادين، ولم يقتصر ذلك على الصناعات الثقيلة وفي مقدمتها صناعة السيارات والمصانع والطائرات، كما أنه دخل ميدان الطب والجراحة وأخذ الروبوت مكان العديد من التخصصات التي كان يرى الكثيرون أنه لا يمكن الاستغناء عنها على الإطلاق .

ورغم أن عاما واحدا يفصلنا عن مئوية عالم الروبوتات إلا أن لا أحد يستطيع الجزم بحجم التقدم والتطور الذي سيتحقق خلال هذا العام، ويعتقد الكثيرون أن النقلات في تطور الروبوت ستكون أسرع مما يعتقد حتى الخبراء في هذا العالم، خاصة بعد أن دخل الروبوت في صناعة الروبوتات .

0 التعليقات: